قلت: الذي وقع في ابن ماجه إسماعيل بن زياد غير منسوب، وبلفظ الاسم لا الكنية، وقد فرق الخطيب بين إسماعيل بن زياد، وبين إسماعيل بن أبي زياد قاضي الموصل، وبين أن قاضي الموصل قيل فيه أيضا ابن زياد، والصواب بلفظ الكنية، وقد ذكر الدارقطني أن اسم أبي زياد مسلم، وسيأتي بيان ذلك في إسماعيل بن مسلم، وذكر الخطيب أن الأزدي قال في قاضي الموصل: إنه إسماعيل بن أبي زياد يروي عن نصر بن طريف، وضعفه، وساق الخطيب من طريق مسعود بن جويرية الموصلي عن إسماعيل بن زياد قاضي الموصل، حدثنا عن شعبة، وروح بن مسافر، كذا وقع ابن زياد ثم ترجم لقاضي الموصل بأنه ابن أبي زياد، وأنه شامي سكن خراسان، وسيأتي من كلام المزي أنه السكوني.
وكلام ابن عدي إنما ذكره في قاضي الموصل، وذكر الاختلاف في اسم أبيه، وساق له الحديث الذي أخرجه ابن ماجه قال: حدثنا أبو عروبة، وأحمد بن حفص قالا: حدثنا أبو بكر العطار، وهو عبد القدوس شيخ ابن ماجه، فيه فقال أحمد بن حفص: إسماعيل بن زياد كما وقع عند ابن ماجه، وأما أبو عروبة فقال: إسماعيل بن أبي زياد وهو الراجح.
وذكر ابن حبان إسماعيل بن زياد فقال: شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، روى عن غالب القطان عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي ﵌ قال: أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية. رواه عنه أبو عصمة عاصم بن عبد الله البلخي، قال ابن حبان: هذا حديث موضوع لا أصل له عن رسول الله ﵌، ولا حدث به أبو هريرة، ولا المقبري، ولا غالب القطان كذا قال، واتهم به إسماعيل هذا، وإسماعيل هذا بلخي من شيوخ البخاري خارج الصحيح.
ذكره الخطيب فقال: روى عن حسين الجعفي، وزيد بن الحباب، ثم أسند من طريق التاريخ الكبير للبخاري قال: حدثنا إسماعيل بن زياد أبو إسحاق البلخي حدثنا حسين الجعفي فذكر حديثا موقوفا على علي ﵁ في زكاة الركاز ثم قال البخاري: مات سنة (٢٤٧) انتهى، فلعل الآفة في الحديث ممن دون البلخي، وهذا دون طبقة قاضي الموصل.
وذكر الخطيب ممن يقال له إسماعيل بن زياد ثلاثة، منهم كوفي يروي عن جعفر الصادق، وهذا من الطبقة، والآخر يروي عن جرير بن عبد الحميد، وهذا من طبقة دونها، وذكر آخر يقال له الفأفأ من الطبقة، وذكر آخر أبلي بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام يروي عنه جنيد بن حكيم، ولم يذكر في واحد منهم جرحا، وذكر ممن يقال له إسماعيل بن أبي زياد بلفظ الكنية ثلاثة، اثنين مختلف في أبيهما هل هو زياد أو أبو زياد أحدهما قاضي الموصل، والآخر السكوني، وسيأتي ذكرهما، وذكر غيرهما ممن وافقهما في اسم الأب في من اسمه إسماعيل بن مسلم.
وتبين لي أن الذي تكلم فيه أبو زرعة، والدارقطني هو السكوني، وفي سؤالات سعيد بن عمرو البرذعي لأبي زرعة الرازي أن إسماعيل بن أبي زياد روى أحاديث مفتعلة، قلت: من أين هو، قال: كوفي.
قلت: فهذا هو السكوني، فقد قال الخطيب: أخبرنا البرقاني قال سألت الدارقطني عن إسماعيل بن أبي زياد فقال: هو السكوني متروك يضع الحديث، والثالث مجزوم به، وهو إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك، وهو جد محمد بن ماهان روى عن يونس بن عبيد، وهشام بن حسان، ولم يذكر له راويا سوى حفيده المذكور، ولم يذكر فيه جرحا. ذكرت هذا الفصل للتمييز.
• تمييز - إسماعيل بن [أبي] زياد شيخ يروي المراسيل.