للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاقلا ورعا زاهدا متمكنا. قال ابن الحداد: ثم رحلت بعد ذلك إلى القاضي أبي عبيد، وخالطتهم فوجدت منصورا مقصرا في وصفه، وقد أطنب ابن زولاق في ترجمته حتى صارت قدر سفر لطيف.

وقال العتيقي: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي يقول: توفي أبو عبيد بن حربويه الثقة المأمون في رمضان. كذا قال، والصواب في صفر كما قال ابن يونس، وكذا قال ابن قانع، والمسبحي، وغير واحد ذكرته لقول الدارقطني الذي تقدم، ولم يذكره المزي.

• ع - علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله المدني زين العابدين.

روى عن: أبيه، وعمه الحسن، وأرسل عن جده علي بن أبي طالب، وروى عن ابن عباس، والمسور بن مخرمة، وأبي هريرة، وعائشة، وصفية بنت حيي، وأم سلمة، وابنتها زينب بنت أبي سلمة، وأبي رافع مولى النبي ، وابنه عبيد الله بن أبي رافع، ومروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، وذكوان أبي عمرو مولى عائشة، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن مرجانة، وبنت عبد الله بن جعفر.

روى عنه: أولاده: محمد، وزيد، وعبد الله، وعمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وطاوس بن كيسان وهما من أقرانه، والزهري، وأبو الزناد، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعاصم بن عبيد الله، والقعقاع ابن حكيم، وزيد بن أسلم، والحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، ومسلم البطين، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وعلي بن زيد بن جدعان، وآخرون.

قال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: أمه أم ولد، وكان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا، ورعا.

قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين، وكان مع أبيه يوم قتل، وهو مريض فسلم.

وقال ابن عيينة عن الزهري أيضا: ما رأيت أحدا كان أفقه منه، ولكنه كان قليل الحديث.

وقال مالك: قال نافع بن جبير بن مطعم لعلي بن الحسين: إنك تجالس أقواما دونا. فقال علي بن الحسين: إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني. قال: وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين.

وقال ابن وهب عن مالك: لم يكن في أهل بيت رسول الله مثل علي بن الحسين.

وقال الحاكم: سمعت أبا بكر بن دارم عن بعض شيوخه، عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: أصح الأسانيد كلها: الزهري عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي.

وقال حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد: سمعت علي بن الحسين، وكان أفضل هاشمي أدركته.

وقال الآجري: قلت لأبي داود: سمع علي بن الحسين من عائشة؟ قال: لا، سمعت أحمد بن صالح يقول: سن علي بن الحسن، وسن الزهري واحد.

ويروى أن سعيد بن المسيب قال: ما رأيت أورع منه.

وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.

وقال جويرية بن أسماء: ما أكل علي بن الحسين لقرابته من رسول الله درهما قط.

وقال إبراهيم بن محمد الشافعي، عن ابن عيينة: حج علي بن الحسين فلما أحرم، واستوت به راحلته اصفر لونه، وانتفض، ووقع عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبي فقيل له: ما لك لا تلبي؟ فقال: أخشى أن أقول: لبيك، فيقال لي: لا لبيك، فقيل له: لا بد من هذا. فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.

وقال مصعب الزبيري عن مالك: ولقد أحرم علي بن الحسين، فلما أراد أن يقول: لبيك، قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم، ولقد بلغني أنه كان

<<  <  ج: ص:  >  >>