وقال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: سمعت أبا الطيب المكفوف يقول: ولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وأربعين ومائة، قال: وسألت أبا أحمد الفراء عن وفاته فقال: ليلة الأربعاء غرة ربيع الأول.
قال الحاكم: وكل من خالف هذا القول يخطئ، والمكتوب على اللوح في قبره خطأ، قرأت في اللوح أنه مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال محمد بن موسى الباشاني: مات سنة خمس، وكلا القولين خطأ.
وقال الفراء: أخبرني زكريا بن يحيى بن يحيى قال: أوصى أبي بثياب بدنه لأحمد بن حنبل، فأتيته بها، فقال: ليس هذا من لباسي، ثم أخذ ثوبا واحدا منه ورد الباقي.
قلت: طول الحاكم ترجمته في تاريخه وقسم الرواة عنه إلى خمس طبقات، ومن آخرهم: داود بن الحسين البيهقي، وإبراهيم بن علي الذهلي. وروى فيها عن أحمد بن حنبل، قال: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وقيل له: كان إماما؟ قال: نعم، ولو كانت عندي نفقة لرحلت إليه.
وعن الأثرم قال: ذكر أبو عبد الله يحيى بن يحيى فقال: بخ بخ بخ، ثم ذكر قتيبة فأثنى عليه ثم قال: إلا أن يحيى شيء آخر، وقدمه عليه.
وقال الفراء: قال أحمد: قراءة يحيى بن يحيى على مالك أحب إلي من سماع غيره.
وقال يحيى بن محمد بن يحيى: كان أبي يرجع في كل المشكلات إلى يحيى بن يحيى، ويقول: هو إمام فيما بيني وبين الله تعالى. قال يحيى: وما رأيت محدثا أورع منه ولا أحسن بيانا.
وقال الحسين بن منصور: سمعت عبد الله بن طاهر يقول: شك يحيى بن يحيى عندنا بين.
وقال أبو أحمد الفراء: سمعت يحيى بن يحيى، وكان إماما وقدوة ونورا وضوءا للإسلام.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: قرأ عليه إسحاق بن إبراهيم عن مشايخه أحاديث ثم انتهى إلى حديث يحيى بن يحيى، فقال: حدثنا يحيى بن يحيى وهو من أوثق من أحدثكم اليوم عنه، وقال: سمعت الذهلي يقول: لو شئت لقلت: هو أبين المحدثين في الصدق، وكان ثبتا.
وقال أبو أحمد الفراء: سمعت عامة مشايخنا يقولون: لو أن رجلا جاء إلى يحيى بن يحيى عامدا ليتعلم من شمائله، كان ينبغي له أن يفعل.
وقال المستملي: قال قتيبة بن سعيد: يحيى بن يحيى رجل صالح إمام من أئمة المسلمين.
وقال محمد بن نصر المروزي وقيل له: من أدركت من المشايخ على سنن النبي ﵌؟ فقال له: ما أدركت أحدا إلا أن يكون يحيى بن يحيى.
وقال بشر بن الحكم النيسابوري: حزرنا في جنازة يحيى بن يحيى مائة ألف إنسان.
وقال الحاكم: سمعت أبا علي النيسابوري يقول: كنت في غم شديد فرأيت النبي ﵌ في المنام كأنه يقول لي: سر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل تقض حاجتك، فأصبحت ففعلت ذلك، فقضيت حاجتي.
• د - يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن الخشخاس الغساني، أبو عثمان الشامي. استعمله عمر بن عبد العزيز على قضاء الموصل.
روى عن: محمود بن لبيد، وسعيد بن المسيب، وأبي إدريس الخولاني، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعمرة بنت عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وقيس بن الحارث الكندي.
وعنه: ابنه هشام، وخالد بن دهقان، وأبو بكر بن أبي مريم، وعبد الله بن عون، وابن إسحاق، وصدقة بن عبد الله السمين، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومحمد بن راشد المكحولي، وحصين بن جعفر الفزاري، وسفيان بن عيينة.
قال ابن سعد: كان عالما بالفتيا والقضاء، وله أحاديث.
وقال المفضل بن غسان الغلابي: كان ثقة، وكان شاميا، وكان أبوه على شرطة مروان بن الحكم.
وقال ابن معين، ويعقوب بن سفيان: ثقة.