وقال أبو عمر بن عبد البر: سماع أبي إدريس من معاذ عندنا صحيح من رواية أبي حازم، وغيره، فلعل رواية الزهري عنه: أنه فاتني معاذ بن جبل في معنى من المعاني، وأما لقاؤه وسماعه منه فصحيح غير مدفوع، وقد سئل الوليد بن مسلم، وكان عالما بأيام أهل الشام: هل لقي أبو إدريس معاذ بن جبل؟ قال: نعم، أدرك معاذ بن جبل، وأبا عبيدة، وهو ابن عشر سنين، ولد يوم حنين، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك.
قال ابن معين، وغيره: مات سنة ثمانين.
قلت: إذا كان ولد في غزوة حنين، وهي في أواخر سنة ثمان، ومات معاذ سنة ثمان عشرة، فيكون سنه حين مات معاذ تسع سنين ونصفا أو نحو ذلك، فيبعد في العادة أن يجاري معاذا في المسجد هذه المجاراة أو يخاطبه هذه المخاطبة، على ما اشتهر من عادتهم أنهم لا يطلبون العلم إلا بعد البلوغ، والجمع الذي جمع به ابن عبد البر قد سبقه إليه الطحاوي في «مشكله»، وساقه من طرق كثيرة إلى أبي إدريس أنه سمع معاذا، وعبادة بالقصة المذكورة.
وقال العجلي: دمشقي، تابعي، ثقة.
وقال أبو حاتم، والنسائي، وابن سعد: ثقة.
وقال أبو مسهر: لم نجد له ذكرا بعد عبد الملك.
وقال الهيثم بن عدي: توفي زمن عبد الملك.
وذكره الطبري في «طبقات الفقهاء» في نفر من أهل الشام أهل فقه في الدين وعلم بالأحكام والحلال والحرام.
وروى مالك، عن أبي حازم، عن أبي إدريس قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا، فسألت عنه، فقالوا: معاذ. فلما كان الغد هجرت، فوجدته يصلي، فلما انصرف سلمت عليه، فقلت: والله إني لأجهد. الحديث. وهو الذي أشار إليه ابن عبد البر.
وقال البخاري: لم يسمع من عمر.
وقال ابن حبان في «الثقات»: ولاه عبد الملك القضاء بعد عزل بلال بن أبي الدرداء، وكان من عباد أهل الشام وقرائهم، ولم يسمع من معاذ.
وقال ابن أبي حاتم: [قلت لأبي]: أسمع أبو إدريس من معاذ؟ فقال: يختلفون فيه، فأما الذي عندي فلم يسمع منه.
• ق - عائذ الله المجاشعي، أبو معاذ.
روى عن: أبي داود نفيع الأعمى
وعنه: سلام بن مسكين.
قال البخاري: لا يصح حديثه.
وقال ابن حبان في «الثقات»: عائذ الله المجاشعي قاص سليمان بن عبد الملك.
قلت: قال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.
وقال ابن حبان في «الضعفاء»: بصري منكر الحديث على قلته.
وذكره العقيلي في «الضعفاء»، وأورد له الحديث الذي أخرجه له ابن ماجه في الأضاحي.
من اسمه عائذ - بغير إضافة -
• س ق - عائذ بن حبيب بن الملاح العبسي، ويقال: القرشي، مولاهم، أبو أحمد، ويقال: أبو هشام الكوفي، بياع الهروي.
روى عن: حميد الطويل، وزرارة بن أعين، وحجاج بن أرطاة، وصالح بن حسان، وعامر بن السمط، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي حنيفة، وغيرهم.
روى عنه: أحمد، وإسحاق، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأبو كريب، ومحمد بن طريف، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني، وأبو خيثمة، وأبو سعيد الأشج، وجماعة.
قال الأثرم: سمعت أحمد ذكره فأحسن الثناء عليه، وقال: كان شيخا جليلا عاقلا.
وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ليس به بأس، قد سمعنا منه.
وقال عباس، عن ابن معين: [ثقة.
وقال إسحاق بن منصور، عن ابن معين]: صويلح.
وقال الجوزجاني: غال زائغ.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: شهدت أبا حاتم يقول لأبي زرعة: كان ابن معين يقول: يوسف السمتي زنديق، وعائذ بن حبيب زنديق، فقال أبو زرعة: أما عائذ بن حبيب فصدوق في الحديث، وأما يوسف فذاهب الحديث، كان