قلت: الذي في تواريخ البخاري الثلاثة: مات سنة (١٢).
وكذا نقله عنه الكلاباذي، وإسحاق القراب، وأبو الوليد الباجي، وكذا أرخه ابن حبان في «الثقات» لما ذكره في الطبقة الثالثة، ومن عادته اتباع البخاري.
وقال ابن قانع: ثقة مأمون.
وروى الدارقطني في «غرائب مالك» من طريق علي بن نصر الجهضمي قال: قالوا لأبي عاصم: إنهم يخالفونك في حديث مالك في الشفعة فلا يذكرون أبا هريرة، فقال: هاتوا من سمعه من مالك في الوقت الذي سمعته منه، إنما كان قدم علينا أبو جعفر مكة فاجتمع الناس إليه، وسألوه أن يأمر مالكا أن يحدثهم فأمره فسمعته في ذلك الوقت. قال علي بن نصر: وكان ذلك في حياة ابن جريج؛ لأن أبا عاصم خرج من مكة إلى البصرة في حياة ابن جريج، أو حيث مات ابن جريج، ثم لم يعد إلى مكة حتى مات، وهذا يدل على أن أبا عاصم مكي تحول إلى البصرة.
• ٤ - الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم، ويقال: أبو محمد الخراساني.
روى عن: ابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، وقيل: لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة، وعن الأسود بن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن عوسجة، وعطاء، وأبي الأحوص الجشمي، والنزال بن سبرة.
وعنه: جويبر بن سعيد، والحسن بن يحيى البصري، وحكيم بن الديلم، وسلمة بن نبيط بن شريط، وأبو عيسى سليمان بن كيسان، وعبد الرحمن بن عوسجة، وعبد العزيز بن أبي رواد، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن الحكم البناني، وعمارة بن أبي حفصة، وكثير بن سليم، ونهشل بن سعيد، وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، ومقاتل بن حيان النبطي، وواصل مولى أبي عيينة، وأبو مصلح نصر بن مشارس، وجماعة.
قال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثقة مأمون.
وقال ابن معين، وأبو زرعة: ثقة.
وقال أبو قتيبة، عن شعبة: قلت لمشاش: الضحاك سمع من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط.
وقال سلم بن قتيبة: قال أبو داود، عن شعبة: حدثني عبد الملك بن ميسرة، قال: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري، فأخذ عنه التفسير.
وقال أبو أسامة، عن المعلى، عن شعبة، عن عبد الملك: قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تحدثه عمن أخذته؟ قال: عن ذا وعن ذا.
وقال ابن المديني، عن يحيى بن سعيد: كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر أن يكون لقي ابن عباس قط.
وقال علي، عن يحيى بن سعيد: كان الضحاك عندنا ضعيفا.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن الضحاك يعني: بن مزاحم قال: سمعت ابن عمر يقول: ما طهر كف فيها خاتم من حديد، وقال: لا أعلم أحدا قال: سمعت ابن عمر إلا أبو نعيم.
وقال أبو جناب الكلبي، عن الضحاك: جاورت ابن عباس سبع سنين.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: لقي جماعة من التابعين ولم يشافه أحدا من الصحابة، ومن زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم، وكان معلم كتاب، ورواية «أبي إسحاق عن الضحاك: قلت لابن عباس» وهم من شريك.
وقال ابن عدي: عرف بالتفسير، وأما روايته عن ابن عباس، وأبي هريرة، وجميع من روى عنه ففي ذلك كله نظر، وإنما اشتهر بالتفسير.
قال الحسين بن الوليد: مات سنة (١٠٦).
وقال أبو نعيم: مات سنة خمس ومائة.
قلت: ذكر البخاري عنه شيئا موقوفا، وهو تفسير قوله تعالى: ثلاثة أيام إلا رمزا. فقال: في كتاب اللعان: وقال الضحاك: إلا رمزا؛ أي: إشارة، وقد تقدم في ترجمة سلمة بن نبيط. وللضحاك ذكر أيضا في تفسير سورة الرحمن.