لقد درجت المؤسسة منذ سنوات على القيام بمحاولات تهدف إلى خدمة القارئ الكريم متوخية بذلك:
١ - الاستفادة من التقنيات الطباعية الحديثة.
٢ - التخفيف من الأعباء المالية على القارئ وذلك بتخفيف حجم الكتب وتقليل عدد صفحاتها دون المساس بمضمون الكتاب ومحتواه، وكذلك بمحاولة إخراجه إخراجًا فنيًّا متناسبًا مع قيمته العلمية.
٣ - وهو الأهم: الاستفادة من آخر ما طبع من طبعات محققة ومخرجة بشكل متقن.
فقد أصدرت مؤسسة الرسالة القاموس المحيط للفيروزآبادي بمجلد واحد بعد أن كان بأربعة مجلدات، وطبعته طبعة تميزت بالإتقان، وضمّنت تلك الطبعة معظم الملاحظات التي أوردها السادة العلماء الأفاضل أمثال: العالم الهوريني، أو العالم أحمد فارس الشدياق، مع فهارس تبين جذر الكلمة مع رقم الصفحة، ليسهل على القارئ الرجوع إلى الكلمة المطلوبة بسهولة ويسر.
وأصدرت "معجم المؤلفين" للمرحوم عمر رضا كحالة وضمَّنَتْه المستدرك مع الفهارس التي اعتمدت الكنى، فكان بأربعة مجلدات بعد أن كان بستة عشر مجلدًا. وهكذا …
وها نحن اليوم نقدم "تهذيب التهذيب" بهذه الحلة، التي نرجو القبول لها، بعد أن أصدرنا "تهذيب الكمال" محققًا، الذي في الأصل مصدر تهذيب التهذيب أو قل الأساس. وكذلك بعد أن أصدرنا بعضًا من كتب الرجال: ككتاب "سير أعلام النبلاء".
فكان من الواجب أن نلتفت إلى "تهذيب التهذيب" و "تقريب التهذيب"، فنعمل على: ضبطهما، ومراجعتهما، وتحقيقهما، لنقدمهما للمحققين والعلماء وطلبة العلم كما أراد لهما المؤلف ﵀ بعيدين عن التصحيف والتحريف أو خطأ النساخ، محققين الغاية المتوخاة من نشر هذه الكتب كما أسلفنا.
إنه لفخر لمؤسستنا أن تكون لديها الإمكانات الذاتية من: محققين، وعلماء، ومنضدين، ومشرفين، وعاملين، دأبوا على القيام بدورهم على خير ما يرام، مبتغين بذلك وجه الله، في خدمة