قال ابن عبد البر: وقد قيل: إن لقيط بن عامر غير لقيط بن صبرة، وليس بشيء.
وقال عبد الغني بن سعيد: أبو رزين العقيلي هو لقيط بن عامر بن المنتفق، وهو لقيط بن صبرة، وقيل: إنه غيره وليس بصحيح.
روى عن: النبي ﵌.
وعنه: ابنه عاصم بن لقيط، وابن أخيه وكيع بن عدس، وعبد الله بن حاجب بن عامر، وعمرو بن أوس الثقفي.
قلت: تناقض في هذا المزي فجعلهما هنا واحدا، وفي الأطراف اثنين.
وقد جعلهما ابن معين واحدا، وقال: ما يعرف لقيط غير أبي رزين.
وكذا حكى الأثرم، عن أحمد بن حنبل، وإليه نحا البخاري وتبعه ابن حبان، وابن السكن.
وأما علي ابن المديني، وخليفة بن خياط، وابن أبي خيثمة، وابن سعد، ومسلم، والترمذي، وابن قانع، والبغوي، وجماعة، فجعلوهما اثنين.
وقال الترمذي: سألت عبد الله بن عبد الرحمن عن هذا، فأنكر أن يكون لقيط بن صبرة هو لقيط بن عامر، والله أعلم.
[من اسمه لمازة]
• د ت ق - لمازة بن زبار الأزدي الجهضمي، أبو لبيد البصري.
روى عن: عمر، وعلي، وعبد الرحمن بن سمرة، وعروة بن أبي الجعد، وأبي موسى، وكعب بن سور، وأنس بن مالك.
روى عنه: الزبير بن الخريت، ويعلى بن حكيم، والربيع بن سليم الأزدي. وطالب بن السميدع، ومحمد بن ذكوان. ومطر بن حمران. ورآه حماد بن زيد.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال: سمع من علي، وكان ثقة، وله أحاديث، وقال حرب عن أبيه: كان أبو لبيد صالح الحديث، وأثنى عليه ثناء حسنا.
وقال المفضل بن غسان الغلابي: لم يلق عمر.
وقال موسى بن إسماعيل عن مطر بن حمران: كنا عند أبي لبيد فقيل له: أتحب عليا؟ فقال: أحب عليا وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف؟!
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن أبي لبيد وكان شتاما.
قلت: زاد العقيلي: قال وهب: قلت لأبي: من كان يشتم؟ قال: كان يشتم علي بن أبي طالب.
وأخرجه الطبري من طريق عبد الله بن المبارك، عن جرير بن حازم، حدثني الزبير بن خريت، عن أبي لبيد قال: قلت له: لم تسب عليا؟ قال: ألا أسب رجلا قتل منا خمس مائة وألفين، والشمس هاهنا!
وقال ابن حبان: يروي عن علي إن كان سمع منه.
وقال ابن المديني: لم يلق أبا بكر [ولا] عليا، وإنما رآه رؤية.
وقال ابن حزم: غير معروف العدالة. انتهى.
وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالبا، وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه: لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض هاهنا مقيد بسبب، وهو كونه نصر النبي ﵌؛ لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا، والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم، والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه، وبالعكس، فكذا يقال في حق علي، وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض، فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا ﵁ قتل عثمان، أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم، ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي.