قال: وكان يقول من الشعر البيتين والثلاثة.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان أهل البصرة - يعني أهل العربية منهم - أصحاب الأهواء إلا أربعة، فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي.
وقال ابن حبان في كتاب الثقات: كان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة.
قلت: وقال العباس بن يزيد النجراني: حدثنا أمية بن خالد: ولم يكن بالبصرة أوثق منه إلا الخليل بن أحمد.
وقال أبو بكر بن السري: قيل لسيبويه: هل رأيت مع الخليل كتبا يملي عليك منها؟ قال: لم أجد معه كتبا إلا عشرين رطلا، فيها بخط دقيق ما سمعته من لغات العرب، وما سمعت من النحو فإملاء من قلبه.
وكانت وفاة الخليل سنة (١٧٥)، وقيل: سنة (٧٠) وقيل: سنة نيف وستين ومائة. قرأت الأولين بخط الخطيب.
• بخ - الخليل بن أحمد المزني، ويقال: السلمي، أبو بشر البصري.
روى عن: المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة المزني.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن عرعرة، والعباس بن عبد العظيم، وعبد الله بن محمد الجعفي المسندي، ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة.
ذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: قال الخطيب في المتفق: رأيت شيخا يشار إليه بالفهم والمعرفة، جمع أخبار الخليل العروضي، وأدخل فيه أحاديث هذا، ولو أمعن النظر لعلم أن المسندي وابن أبي سمينة والعنبري يصغرون عن إدراك العروضي. انتهى.
وقد جزم البخاري في التاريخ بأن عبد الله المسندي سمع من الخليل بن أحمد النحوي ولم يترجم البخاري للمزني.
وفرق بينهما النسائي، وابن أبي حاتم، وابن حبان وغيرهم، وهو الصواب.
وأما قول الخطيب: إن المسندي ما أدرك الخليل النحوي، فهو ظاهر بالنسبة إلى ما أرخ به الخطيب وفاة الخليل، فإن أقدم شيخ للمسندي - وهو فضيل بن عياض - مات بعد الخليل بمدة طويلة تزيد على عشر سنين، لكن البخاري أعلم بمشيخة المسندي من غيره.
وقد أثبت الحافظ أبو الفضل الهروي فيمن يقال له: الخليل بن أحمد ثالثا، وتبعه على ذلك ابن الجوزي في التلقيح، وابن الصلاح في علوم الحديث، فقال: الثالث (الخليل) بن أحمد أصبهاني روى عن روح بن عبادة، وتعقبه شيخنا في النكت فقال: هذا وهم. وإنما هو الخليل بن أحمد العجلي. ذكره أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، روى عنه أبو الأسود عبد الرحمن بن محمد.
وذكر شيخنا أن أبا الفضل الهروي ذكر فيمن اسمه الخليل بن أحمد بصري روى عن عكرمة. قال شيخنا: وذكره ابن الجوزي في التلقيح أيضا. قلت: وأخلق به أن يكون غلطا، فإن أقدم من يقال له الخليل بن أحمد هو صاحب العروض، ولم يذكر أحد في ترجمته أنه لقي عكرمة، بل ذكروا أنه لقي أصحاب عكرمة، كأيوب السختياني، فلعل الراوي عنه أسقط الواسطة بينه وبين عكرمة، فظنه أبو الفضل آخر غير العروضي، وليس كما ظن؛ لأن أصحاب الأخبار اتفقوا على أنه لم يوجد أحد يسمى أحمد من بعد النبي ﵌ إلا أحمد والد الخليل، كما حكاه أبو العباس المبرد وغيره.
وأما من يقال له: الخليل بن أحمد غير هذين: وهما العروضي والمزني ومن قرب من عصرهما لو صح، فجماعة تزيد عدتهم على العشرة قد ذكرتهم فيما كتبته على علوم الحديث لابن الصلاح، سبقني شيخنا في النكت إلى نصفهم، والله المستعان.
• ق - الخليل بن زكريا الشيباني، ويقال: العبدي، البصري.
روى عن: عوف الأعرابي، وابن جريج، وهشام بن حسان، وابن عون، وسعيد بن أبي عروبة، وأبي هلال الراسبي، وغيرهم.
وعنه: عبد العزيز بن أبان - وهو من أقرانه - وأبو جعفر أحمد بن الهيثم البزاز، والحارث بن أبي أسامة، والفضل بن