للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفين بعد الجمل ما كان، ثم خرجت عليه الخوارج، وكفروه بسبب التحكيم، ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، وقطعوا السبيل، فخرج إليهم بمن معه فقاتلهم بالنهروان فقتلهم، واستأصل جمهورهم، فانتدب له من بقاياهم عبد الرحمن بن ملجم، وكان فاتكا، فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت - وقيل: بقيت - من رمضان سنة (٤٠). وقيل: في أول ليلة في العشر الأواخر.

وروي عن أبي جعفر أن قبر علي جهل موضعه، وقيل: دفن في قصر الإمارة، وقيل: في رحبة الكوفة، وقيل: بنجف الحيرة، وقيل غير ذلك.

وروى ابن جريج، عن محمد بن علي - يعني: الباقر - أن عليا مات، وهو ابن (٣) أو (٦٤) سنة، وقيل: ابن (٦٥)، وقيل (٥٨)، وقيل غير ذلك.

قال: وأحسن ما رأيت في صفته بأنه كان ربعة، أدعج العينين، حسن الوجه، عظيم البطن، عريض المنكبين، شثن الكفين، أصلع، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع إذا مشى تكفى، وهو إلى السمن ما هو.

قلت: لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر، وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر.

أما حديث الراية يوم فتح خيبر فروي أيضا عن علي، والحسين، والزبير بن العوام، وأبي ليلى الأنصاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر، وغيرهم.

وقد روي عن أحمد بن حنبل أنه قال: لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل ما روي لعلي.

وكذا قال النسائي وغير واحد. وفي هذا كفاية.

• علي بن طبراخ هو علي بن أبي هاشم. يأتي.

• م د س ق - علي بن أبي طلحة، واسمه سالم بن المخارق الهاشمي يكنى أبا الحسن، وقيل غير ذلك أصله من الجزيرة، وانتقل إلى حمص.

روى عن: ابن عباس، ولم يسمع منه بينهما مجاهد، وأبي الوداك جبر بن نوف، وراشد بن سعد المقرئي، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وغيرهم.

وعنه: الحكم بن عتيبة، وهو أكبر منه، وداود بن أبي هند، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وأبو بكر بن أبي مريم، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وسفيان الثوري، وصفوان بن عمرو السكسكي، وعبد الله بن سالم الأشعري، والحسن بن صالح بن حي، وثور بن يزيد الرحبي، وبديل بن ميسرة، وأبو سبأ عتبة بن تميم، والفرج بن فضالة، وآخرون.

قال الميموني، عن أحمد: له أشياء منكرات، وهو من أهل حمص.

وقال الآجري، عن أبي داود: هو إن شاء الله مستقيم الحديث، ولكن له رأي سوء: كان يرى السيف، وقد رآه حجاج بن محمد.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال دحيم: لم يسمع التفسير من ابن عباس.

وقال صالح بن محمد روى عنه الكوفيون، والشاميون، وغيرهم.

وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب.

وقال في موضع آخر: شامي ليس هو بمتروك، ولا هو حجة.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عن ابن عباس، ولم يره.

وذكر الخطيب أن أحمد بن حنبل قال: إن علي بن أبي طلحة الذي روى عنه الثوري، والحسن بن صالح، ورآه حجاج الأعور كوفي غير الشامي، والصواب أنهما واحد.

قال أبو بكر بن عيسى صاحب تاريخ حمص: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.

له عند مسلم حديث واحد في ذكر العزل، وروى له الباقون حديثا آخر في الفرائض.

قلت: ونقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه، عن ابن عباس شيئا كثيرا في التراجم، وغيرها، ولكنه لا يسميه يقول: قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس.

وقد وقفت على السبب الذي قال فيه أبو داود: يرى

<<  <  ج: ص:  >  >>