وقال صالح بن شاذان: سمعت منصور بن إسماعيل يقول: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وهو ابن إحدى وعشرين سنة.
وقال عبد الله بن محمود المروزي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت قاضيا وأميرا ووزيرا، ما ولج في سمعي أحلى من قول المستملي: من ذكرت رضي الله تعالى عنك.
قال محمد بن إسحاق السراج: مات منصرفا من الحج لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال أحمد بن كامل: مات في غرة سنة ثلاث بعد منصرفه من الحج ودفن بالربذة.
وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثا وثمانين سنة.
قلت: كان المتوكل بعد تقديمه إياه وسخطه على أحمد بن أبي دواد قد سخط أيضا على يحيى وأخذ منه نحوا من مائة ألف دينار فيما قيل، فسار يحيى إلى مكة وأقام بها، ثم بلغه أن المتوكل رضي عنه، فسار يريد بغداد فمات بالربذة.
• ت - يحيى بن أبي أنيسة، واسمه زيد، ويقال: أسامة، الغنوي، مولاهم أبو زيد الجزري.
روى عن: عمرو بن شعيب، وجابر الجعفي، والحكم بن عتيبة، والزهري، وعلقمة بن مرثد، ويزيد بن أبي حبيب، وغيرهم.
روى عنه: الأعمش وهو أكبر منه، وابن إسحاق، وأبو خيثمة، وعبد الوارث بن سعيد، وأبو إسحاق الفزاري، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن بكر السهمي وآخرون.
قال ابن سعد: كان يسكن الرها، وكان أحدث من أخيه زيد بن أبي أنيسة، وكان ضعيفا وأصحاب الحديث لا يكتبون حديثه.
وقال أبو موسى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن يحيى بن أبي أنيسة شيئا قط.
وقال صالح بن أحمد عن علي ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: يحيى بن أبي أنيسة أحب إلي من حجاج بن أرطاة وأشعث بن سوار وابن إسحاق.
قال ابن أبي حاتم: فذكرت ذلك لأبي فقال: يحيى بن سعيد لم يكتب عن ابن أبي أنيسة، ولو كتب عنه لم يقل هذا،
قال زيد بن أبي أنيسة: أخي يحيى يكذب، وحجاج وأشعث وابن إسحاق كل هؤلاء أحب إلي من يحيى.
وقال عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد: سمعت ابن عيينة يقول: كانوا يجتمعون على كتاب يحيى بن أبي أنيسة عند الزهري.
وقال عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو الرقي: قال لي زيد بن أبي أنيسة: لا تكتب عن أخي يحيى فإنه كذاب.
وقال أحمد بن أبي يحيى عن أحمد بن حنبل: يحيى بن أبي أنيسة متروك الحديث.
وقال الأثرم عن أحمد: ليس هو ممن يكتب حديثه، قيل له: لم؟ قال: حديثه يدلك عليه.
وقال الجوزجاني: غير ثقة، سمعت أحمد يذكره بالذم.
وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ليس بشيء.
وقال ابن الدورقي عن ابن معين: كان أقدم من أخيه زيد وليس حديثه بشيء (١).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عنه فقالا: ليس بالقوي، وقال أبي: هو ضعيف الحديث.
وقال ابن المديني: ضعيف لا يكتب حديثه.
وقال عمرو بن علي: صدوق، كان يهم في الحديث، وقد اجتمع أصحاب الحديث على تركه إلا من لا يعلم.
(١) وفي تهذيب الكمال أيضًا ٣١/ ٢٢٧ قال معاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف وقال المفضّل الغلابي، عن ابن معين: لا يُكتبُ حديثه. وقال أبو بكر بن خيثمة عن ابن معين: ضعيفُ الحديث، ليس حديثه بشيء.