يحيى بن أكثم كان يكذب، جاء إلى مصر فبعث إلى الوراقين فاشترى أصولهم، وقال: أجيزوها لي.
وقال الساجي، عن عبد الله بن إسحاق الجوهري: سمعت أبا عاصم يقول: يحيى بن أكثم كذاب.
وقال محمد بن مخلد، عن مسلم بن الحجاج: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ذلك الدجال - يعني يحيى بن أكثم - يحدث عن ابن المبارك.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: فيه نظر، قلت: فما تقول فيه؟ قال: نسأل الله تعالى السلامة، قال: وسمعت علي بن الجنيد يقول: كانوا لا يشكون أن يحيى كان يسرق الحديث.
وقال صالح بن محمد: كان عنده حديث كثير إلا أني لم أكتب عنه، وذاك أنه يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه.
وقال في موضع آخر: أكره الحديث والله عنه، وذكر كلمة.
وقال الأزدي: يتكلمون فيه، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها.
وقال الخرائطي عن فضلك الرازي، قال: مضيت أنا وداود بن علي إلى يحيى بن أكثم ومعنا عشر مسائل، فألقى عليه داود خمس مسائل فأجاب فيها أحسن جواب، فلما كان في السادسة دخل عليه غلام حسن الوجه، فلما رآه اضطرب في المسألة، فقال داود: قم بنا فإن الرجل قد اختلط.
وقال الحسين بن فهم: كنت مع أبي عند يحيى بن أكثم فجعل سليمان الشاذكوني يعارضه في كل شيء، فقال يحيى بن أكثم: يا أبا أيوب لقد حدثني سليمان بن حرب أن بعض مشايخ البصرة يكذب في حديثه، فقال له الشاذكوني: ولقد حدثني سليمان بن حرب أن بعض قضاة المسلمين يفعل فعلا عذب الله تعالى عليه قوما.
وقال القاضي أبو عمر محمد بن يوسف: سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: كان يحيى بن أكثم أبرأ إلى الله تعالى من أن يكون فيه شيء مما رمي به من أمر الغلمان، ولقد كنت أقف على سرائره فأجده شديد الخوف من الله تعالى، ولكن كانت فيه دعابة.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لا يشتغل بما يحكى عنه لأن أكثرها لا يصح عنه.
وقال الصولي: حدثنا محمد بن موسى بن حماد حدثنا المشرف بن سعيد، حدثنا محمد بن منصور قال: وحدثنا أبو العيناء حدثنا أحمد بن أبي داود، وهذا لفظ أبي العيناء، قال: كنا مع المأمون في طريق الشام فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال لنا يحيى بن أكثم: بكروا إليه فإن رأيتما للقول وجها فقولا وإلا فأمسكا، فدخلنا إليه وهو مغتاظ وجاء يحيى فجلس فقال له المأمون: ما لي أراك متغير؟ قال: هو غم لما حدث في الإسلام من تحليل الزنا، قال: الزنا؟ قال: نعم، المتعة زنا، وذكر القصة قال: فقال: أستغفر الله بادروا بتحريمها.
قال الصولي: فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: وقد ذكر يحيى بن أكثم فعظمه، وقال: كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله، وذكر هذا اليوم فقال له رجل فيما كان يقال فيه، قال: معاذ الله أن تزول عدالته بتكذيب باغ وحاسد، وكانت كتبه في الفقه أجل كتب فتركها الناس لطولها. وقال النسائي: يحيى بن أكثم أحد الفقهاء. وعده أيضا في فقهاء خراسان.
وقال الحاكم: كان من أئمة أهل العلم، ومن نظر في كتاب التنبيه له عرف تقدمه في العلوم.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان أحد أعلام الدنيا، واسع العلم والفقه كثير الأدب حسن المعارضة قائما لكل معضلة، وغلب على المأمون حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعته.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
وقال عبد الله بن أحمد ابن حنبل: لما سمع يحيى بن أكثم من ابن المبارك كان صغيرا، فعمل أبوه دعوة ودعا الناس ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك.