للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن الصلت عن الوليد كقول صدقة بن خالد.

ومحصل ذلك الاختلاف في الصحابي، هل هو الحارث بن مسلم أو مسلم بن الحارث؟ وفي التابعي كذلك، ولم أجد في التابعين توقيفا إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرج الحديث في صحيحه، وقد جزم الدارقطني بأنه مجهول، والحديث الذي رواه أصله تفرد به ما رأيته إلا من روايته، وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر.

• ت - مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري أبو الحسين النيسابوري الحافظ.

روى عن: القعنبي، وأحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وداود بن عمرو الضبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، والهيثم بن خارجة، وسعيد بن منصور، وشيبان بن فروخ، وخلق كثير قد ذكروا في هذا الكتاب.

روى عنه: الترمذي حديثا واحدا عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة حديث: احصوا هلال شعبان لرمضان. ما له في جامع الترمذي غيره، وأبو الفضل أحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو عمرو الخفاف، وحسين بن محمد القباني، وأبو عمرو المستملي، وصالح بن محمد الحافظ، وعلي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وهما من شيوخه، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وابن خزيمة، وابن صاعد، والسراج، ومحمد بن عبد بن حميد، وأبو حامد وعبد الله ابنا الشرقي، وعلي بن إسماعيل الصفار، وأبو محمد بن أبي حاتم الرازي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن مخلد الدوري، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو عوانة الإسفراييني، ومحمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة، وأبو حامد الأعمشي، وأبو حامد بن حسنويه، وآخرون.

قال أبو عمرو المستملي: أملى علينا إسحاق بن منصور سنة إحدى وخمسين، ومسلم ينتخب عليه، وأنا أستملي، فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم فقال: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين.

وقال الحاكم: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم، سمعت أحمد بن سلمة يقول: عقد لمسلم مجلس المذاكرة فذكر له حديث فلم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وقدمت له سلة فيها تمر، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث.

زاد غيره: فكان ذلك سبب موته.

وقال محمد بن يعقوب: مات لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين.

وقال غيره: ولد سنة أربع ومائتين.

قلت: حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله، بحيث إن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل، وذلك لما اختص به من جمع الطرق وجودة السياق، والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي من غير تقطيع ولا رواية بمعنى، وقد نسج على منواله خلق من النيسابوريين، فلم يبلغوا شأوه، وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف المستخرج على مسلم، فسبحان المعطي الوهاب.

وله من التصنيف غير الجامع كتاب الانتفاع بجلود السباع، و الطبقات، مختصر، و الكنى كذلك، و مسند حديث مالك.

وذكره الحاكم في المستدرك في كتاب الجنائز استطرادا. . . وقيل: إنه صنف مسندا كبيرا على الصحابة لم يتم.

قال الحاكم: كان تام القامة، أبيض الرأس واللحية، يرخي طرف عمامته بين كتفيه.

قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء: كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم، ما علمته إلا خيرا، وكان بزازا، وكان أبوه الحجاج من المشيخة.

وقال ابن الأخرم: إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال الحديث ثلاثة: محمد بن يحيى، وإبراهيم بن أبي طالب، ومسلم.

وقال ابن عقدة: قلما يقع الغلط لمسلم في الرجال؛ لأنه كتب الحديث على وجهه.

وقال أبو بكر الجارودي: حدثنا مسلم بن الحجاج، وكان من أوعية العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>