وقال في موضع آخر: ورواته من أهل البلدان أكثر من رواته من أهل المدينة، لم يرو عنه منهم غير إبراهيم بن سعد.
وقال ابن عدي: ولمحمد بن إسحاق حديث كثير، وقد روى عنه أئمة الناس، ولو لم يكن له من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله ﷺ ومبعثه ومبدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة سبق إليها، وقد صنفها بعده قوم فلم يبلغوا مبلغه، وقد فتشت أحاديثه الكثيرة فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره، وهو لا بأس به.
قال عمرو بن علي: مات سنة خمسين.
وقال الهيثم بن عدي: مات سنة إحدى.
وقال ابن معين، وابن المديني: مات سنة اثنتين.
وقال خليفه بن خياط: مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومائة.
روى له مسلم في المتابعات، وعلق له البخاري.
قلت: وذكره النسائي في الطبقة الخامسة من أصحاب الزهري.
وقال ابن المديني: ثقة لم يضعه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب.
وكذبه سليمان التيمي، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عروة ومالكا، وأما سليمان التيمي فلم يتبين لي لأي شيء تكلم فيه، والظاهر أنه لأمر غير الحديث، لأن سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل.
قال ابن حبان في الثقات: تكلم فيه رجلان هشام ومالك، فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان، وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها، وكذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة، والستر بينهما مسبل، وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يحب، ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث، إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي ﷺ من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وغيرها، وكان ابن إسحاق يتتبع هذا منهم من غير أن يحتج بهم، وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن،
ولما سئل ابن المبارك قال: إنا وجدناه صدوقا ثلاث مرات.
قال ابن حبان: ولم يكن أحدا بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه، ولا يوازيه في جمعه، وهو من أحسن الناس سياقا للأخبار إلى أن قال: وكان يكتب عمن فوقه ومثله ودونه، فلو كان ممن يستحل الكذب لم يحتج إلى النزول، فهذا يدلك على صدقه، سمعت محمد بن نصر الفراء يقول: سمعت يحيى بن يحيى، وذكر عنده محمد بن إسحاق فوثقه.
وقال الدارقطني: اختلف الأئمة فيه، وليس بحجة، إنما يعتبر به.
وقال أبو يعلى الخليلي: محمد بن إسحاق عالم كبير، وإنما لم يخرجه البخاري من أجل روايته المطولات، وقد استشهد به، وأكثر عنه فيما يحكى في أيام النبي ﷺ وفي أحواله، وفي التواريخ، وهو عالم واسع الرواية والعلم، ثقة.
وقال ابن البرقي: لم أر أهل الحديث يختلفون في ثقته وحسن حديثه وروايته، وفي حديثه عن نافع بعض الشيء.
وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال الحاكم: قال محمد بن يحيى: هو حسن الحديث، عنده غرائب، وروى عن الزهري فأحسن الرواية.
قال الحاكم: وذكر عن البوشنجي أنه قال: هو عندنا ثقة ثقة.
وتعقب الذهبي قول هشام: حدث عن امرأتي إلى آخره، فقال: وقوله: وهي بنت تسع غلط بين، لأنها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة، وكان أخذ ابن إسحاق عنها وقد جاوزت الخمسين، وقد روى عنها أيضا غير محمد بن إسحاق من الغرباء محمد بن سوقة.
• عخ - محمد بن أسعد التغلبي أبو سعيد المصيصي كوفي الأصل.
روى عن: أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، وزهير