وقال ابن عدي: روى مالك عن أبي الزبير أحاديث، وكفى بأبي الزبير صدقا أن يحدث عنه مالك، فإن مالكا لا يروي إلا عن ثقة، وقال: لا أعلم أحدا من الثقات تخلف عن أبي الزبير إلا وقد كتب عنه، وهو في نفسه ثقة إلا إن روى عنه بعض الضعفاء، فيكون ذلك من جهة الضعيف.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: لم ينصف من قدح فيه لأن من استرجح في الوزن لنفسه لم يستحق الترك لأجله.
وقال ابن أبي مريم، عن الليث: قدمت مكة، فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته هل سمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعت، ومنه ما حدثت عنه. فقلت له: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم لي على هذا الذي عندي.
قال البخاري، عن علي ابن المديني: مات قبل عمرو بن دينار.
وقال عمرو بن علي، والترمذي: مات سنة ست وعشرين ومائة.
حديثه عند البخاري مقرون بغيره.
قلت: القصة التي رواها محمود بن غيلان مختصرة، وقد رواها أحمد بن سعيد الرباطي عن أبي داود الطيالسي قال: قال شعبة: لم يكن في الدنيا أحب إلي من رجل يقدم فأسأله عن أبي الزبير، فقدمت مكة، فسمعت منه، فبينما أنا جالس عنده إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه فافترى عليه، فقال له: يا أبا الزبير، تفتري على رجل مسلم؟ قال: إنه أغضبني، قلت: ومن يغضبك تفتري عليه؟ لا رويت عنك شيئا.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت ابن المديني عنه، فقال: ثقة ثبت.
وقال هشيم عن حجاج، وابن أبي ليلى، عن عطاء: كنا نكون عند جابر فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه، فكان أبو الزبير أحفظنا.
وقال ابن عون: حدثنا أبو الزبير بدون عطاء.
وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: فأبو الزبير؟ قال: ثقة. قلت: محمد بن المنكدر أحب إليك أو أبو الزبير؟ قال: كلاهما ثقتان.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث إلا أن شعبة تركه لشيء زعم أنه رآه فعله في معاملة.
وقال الساجي: صدوق حجة في الأحكام، قد روى عنه أهل النقل، وقبلوه، واحتجوا به.
قال: وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: استحلف شيبة أبا الزبير بين الركن والمقام أنك سمعت هذه الأحاديث من جابر؟ فقال: والله إني سمعتها من جابر، يقول ثلاثا.
وقال ابن عيينة: كان أبو الزبير عندنا بمنزلة خبز الشعير، إذا لم نجد عمرو بن دينار ذهبنا إليه.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: يقولون: إنه لم يسمع من ابن عباس، قال أبي: رآه رؤية، ولم يسمع من عائشة، ولم يلق عبد الله بن عمرو.
وقال ابن معين: لم يسمع من عبد الله بن عمر.
ولما ذكر الترمذي رواية سفيان عن أيوب، حمله على أنه عنى حفظه وإتقانه، وقد رواه ابن عدي من طريقه فزاد: قال سفيان بيده، يضعفه.
• د - محمد بن مسلم بن السائب بن خباب المدني صاحب المقصورة.
روى عن: أبيه، وأنس، وأبي عبد الرحمن مولى أم فهكم.
وعنه: العلاء بن عبد الرحمن، ومصعب بن ثابت.
ذكره ابن حبان في الثقات.
روى له أبو داود حديثه عن أنس في العود الذي كان في المسجد.
• خت م ٤ - محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي، وقيل: سوس، وقيل: سس، وقيل: سنين، وقيل: شونير، الطائفي، يعد في المكيين.
روى عن: إبراهيم بن ميسرة، وعمرو بن دينار، وابن جريج، وأيوب بن موسى، وابن أبي نجيح، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعمرو بن قتادة، وعبد الله بن طاوس، وغيرهم.
وعنه: ابن المبارك، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، والهيثم بن جميل، وموسى بن داود