فمات هناك، وكان خروجه سنة (٢١٣).
وذكر الخطيب أنه مات بعد ذلك بزمان طويل.
• بخ م ٤ - حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعي، أبو أرطاة، الكوفي القاضي.
روى عن: الشعبي حديثا واحدا، وعن عطاء بن أبي رباح، وجبلة بن سحيم، وزيد بن جبير الطائي، وعمرو بن شعيب، وسماك بن حرب، ونافع مولى ابن عمر، وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير، والزهري، ومكحول - وقيل: لم يسمع منهما - ويحيى بن أبي كثير ولم يسمع منه، وجماعة.
وعنه: شعبة، وهشيم، وابن نمير، والحمادان، والثوري، وحفص بن غياث، وغندر، وأبو معاوية، ويزيد بن هارون، وعدة.
وروى عنه: منصور بن المعتمر - وهو من شيوخه -، ومحمد بن إسحاق، وقيس بن سعد المكي - وهما من أقرانه -، وغيرهم.
قال ابن عيينة: سمعت ابن أبي نجيح يقول: ما جاءنا منكم مثله - يعني الحجاج بن أرطاة -.
وقال الثوري: عليكم به، فإنه ما بقي حد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
وقال العجلي: كان فقيها، وكان أحد مفتي الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول: أهلكني حب الشرف. وولي قضاء البصرة، وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال، وكان يرسل عن يحيى بن أبي كثير، ومكحول، ولم يسمع منهما، وإنما يعيب الناس منه التدليس قال: وكان حجاج راويا عن عطاء، سمع منه.
وقال أبو طالب، عن أحمد: كان من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة.
وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن [محمد بن عبيد الله العرزمي، عن] عمرو بن شعيب.
وقال ابن المديني، عن يحيى بن [سعيد: الحجاج بن] أرطاة، ومحمد بن إسحاق عندي سواء، وتركت الحجاج عمدا، ولم أكتب عنه حديثا قط.
وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.
وقال أبو حاتم: صدوق، يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وأما إذا قال: حدثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع ولا يحتج بحديثه. لم يسمع من الزهري ولا من هشام بن عروة ولا من عكرمة.
وقال هشيم: قال لي الحجاج بن أرطاة: صف لي الزهري فإني لم أره.
وقال ابن المبارك: كان الحجاج يدلس، فكان يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي [والعرزمي] متروك.
وقال حماد بن زيد: قدم علينا جرير بن حازم من المدينة، فكان يقول: حدثنا قيس بن سعد، عن الحجاج بن أرطاة فلبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا الحجاج ابن ثلاثين أو إحدى وثلاثين، فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان، رأيت عنده داود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، ومطر الوراق جثاة على أرجلهم يقولون: يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟
وقال هشيم: سمعته يقول: استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات، فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه.
وقال يعقوب بن شيبة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير. وقال: صدوق، وكان أحد الفقهاء.
قال الهيثم: مات بخراسان مع المهدي.
وقال خليفة: مات بالري.
قلت: أرخه ابن حبان في الثقات سنة (١٤٥)، وقد رأيت له في البخاري رواية واحدة متابعة تعليقا في كتاب العتق.
وقال ابن حبان: سمعت محمد بن نصر، سمعت