إلى التشيع.
وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به.
قال أحمد، وغيره: مولده سنة ست وعشرين ومائة.
وقال البخاري، وغير واحد: مات سنة إحدى عشرة ومائتين.
زاد ابن سعد: في شوال.
قلت: قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة، كتب عنه أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال: كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه، على تشيع فيه، وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر.
وقال الآجري، عن أبي داود: الفريابي أحب إلينا منه، وعبد الرزاق ثقة.
وقال أبو داود: سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول: سمعت عبد الرزاق، وسئل: أتزعم أن عليا كان على الهدى في حروبه؟ قال: لا هاالله إذا يزعم على أنها فتنة، وأتقلدها له هذا. قال أبو داود: وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية.
وقال محمد بن إسماعيل الفزاري: بلغني ونحن بصنعاء أن أحمد ويحيى تركا حديث عبد الرزاق، فدخلنا غم شديد. فوافيت ابن معين في الموسم، فذكرت له، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه.
وروي عن عبد الرزاق أنه قال: حججت، فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث، فتعلقت بالكعبة، وقلت: يا رب مالي أكذاب أنا، أمدلس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاؤوني.
وقال العجلي: ثقة يتشيع.
وكذا قال البزار.
وقال الذهلي: كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث، وكان يحفظ. وقال إبراهيم بن عباد الدبري: كان عبد الرزاق يحفظ نحوا من سبع عشرة ألف حديث.
وقال العباس العنبري لما قدم من صنعاء: لقد تجشمت إلى عبد الرزاق وإنه لكذاب، والواقدي أصدق منه.
قرأت بخط الذهبي عقب هذه الحكاية: هذا شيء ما وافق العباس عليه مسلم.
قلت: وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبت، فقد ذكر الإسماعيلي في «المدخل» عن الفرهياني أنه قال: حدثنا عباس العنبري، عن زيد بن المبارك قال: كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث، وعن زيد قال: لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من هاهنا إلا وهو مجمع أن لا يحدث عنه. انتهى. وهذا وإن كان مردودا على قائله فغرض من ذكره الإشارة إلى أن للعباس بن عبد العظيم موافقا. ومما أنكر على عبد الرزاق روايته عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه: أن النبي ﵌ رأى على عمر ثوبا، فقال: أجديد هذا أم غسيل. . . . الحديث. قال الطبراني في «الدعاء»: رواه ثلاثة من الحفاظ عن عبد الرزاق، وهو مما وهم فيه عن الثوري، والصواب عن عمر، عن الزهري، عن سالم. انتهى. وقد قال النسائي: ليس هذا من حديث الزهري.
[من اسمه عبد السلام]
• ق - عبد السلام بن أبي الجنوب المدني.
روى عن: الحسن البصري، والزهري، وعمرو بن عبيد.
وعنه: ابن إسحاق، وأبو معشر، والدراوردي، وأبو ضمرة، وعيسى بن يونس، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان.
قال ابن المديني: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال أبو حاتم: شيخ متروك.
قلت: وقال ابن أبي حاتم: لم يقرأ علينا أبو زرعة حديثه.
وقال أبو بكر البزار: لين الحديث.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات. ثم غفل فذكره في «الثقات» ولم ينسبه وقال: عبد السلام يروي عن الزهري، وعنه ابن إسحاق، وهو هذا بلا ريب.