من أهل الكوفة لا يختلف في حديثهم فمن اختلف عليهم فهو مخطئ منهم أبو حصين، وعده ابن مهدي أيضا في أثبات أهل الكوفة.
وقال أحمد: كان صحيح الحديث، قيل له: أيما أصح حديثا هو أو أبو إسحاق؟ قال: أبو حصين أصح حديثا بقلة حديثه، وكذا منصور أصح حديثا من الأعمش بقلة حديثه.
وقال العجلي: كان شيخا عاليا، وكان صاحب سنة.
وقال في موضع آخر: كوفي ثقة، وكان عثمانيا، رجلا صالحا.
وقال في موضع: كان ثقة ثبتا في الحديث، وهو أعلى سنا من الأعمش، كان عثمانيا، وكان الذي بينه وبين الأعمش متباعدا.
وقال ابن معين، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، والنسائي، وابن خراش: ثقة.
وقال يعقوب بن سفان: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبي حصين: أسدي شريف ثقة ثقة كوفي.
وقال ابن المديني: أصحاب الشعبي: أبو حصين، ثم إسماعيل يعني ابن أبي خالد، فذكر جماعة.
وقال أبو بكر بن عياش: دخلت على أبي حصين، وهو مختف من بني أمية، فقال: إن هؤلاء يريدوني عن ديني، والله لا أعطيهم إياه أبدا.
وقال مالك بن مغول: قيل للشعبي: يا عالم، قال: ما أنا بعالم، ولا أخلف عالما، وإن أبا حصين لرجل صالح.
وقال الحسن بن عياش، عن الأعمش: كان إبراهيم يقول: دعني من أبي حصين فما هو بأحب الناس إلي.
وقال أبو معاوية: عن الأعمش كان أبو حصين يسمع مني، ثم يذهب فيرويه.
وقال ابن عيينة: كان أبو حصين إذا سئل عن مسألة قال: ليس لي بها علم، والله أعلم.
وقال أبو شهاب: سمعت أبا حصين يقول: إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو وردت الخياط على عمر لجمع لها أهل بدر.
وقال العسكري: كان يقرأ على أبي حصين في مسجد الكوفة خمسين سنة.
وقال وكيع: كان أبو حصين يقول: أنا أقرأ من الأعمش، فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: اهمز الحوت فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين قرأ في الفجر (نون) فهمز الحوت، فقال له الأعمش لما فرغ: أبا حصين، كسرت ظهر الحوت، فقذفه أبو حصين، فحلف الأعمش ليحدنه، فكلمه فيه بنو أسد فأبى، فقال خمسون منهم: والله لنشهدن أن أمه كما قال. فغضب الأعمش، وحلف أن لا يساكنهم، وتحول عنهم.
قال ابن معين وخليفة: مات سنة (١٢٧). وقال ابن معين في رواية أخرى: مات سنة (٣٢).
وقال الواقدي وجماعة: مات سنة (٢٨). وقال غيره: سنة (٩).
قلت: وذكره ابن حبان في الثقات في أتباع التابعين، وقال: مات سنة (٢٨)، وقد قيل: سنة (٧)، فروايته عن الصحابة عند ابن حبان مرسلة، وهو الذي يظهر لي.
قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة حافظ.
وقال يحيى بن آدم: سمعت أبا حصين يذكر أن بينه وبين عاصم بن أبي النجود في السن سنة واحدة.
• م ٤ - عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي، أبو عبد الله.
استعمله النبي ﵌ على الطائف، وأقره أبو بكر، وعمر ﵄.
روى عن: النبي ﵌، وعن أمه قالت: شهدت آمنة لما ولدت رسول الله ﵌.
روى عنه: ابن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص، وسعيد بن المسيب، ونافع بن جبير بن مطعم، ومطرف وأبو العلاء ابنا عبد الله بن الشخير، وموسى بن طلحة بن عبد الله، ومحمد بن عياض، والحسن، وابن سيرين، وعبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وآخرون.
قال محمد بن عثمان بن أبي صفوان: مات سنة (٥١).
قلت: وأرخه ابن البرقي وخليفة ومصعب وابن قانع سنة (٥٥).
وقال ابن حبان في الصحابة: أقام على الطائف إلى أيام