قلت: وكذا أرخه ابن سعد، وقال: كان ثقة وله أحاديث.
وقال ابن حبان لما ذكره في ثقات التابعين: يروي عن أبي هريرة، مات سنة (٩٦)، وقال: مرجانة أمه، وأبوه عبد الله. ثم غفل عن ذلك، وقال في أتباع التابعين: سعيد ابن مرجانة يروي عن علي بن حسين، وعنه إسماعيل بن أبي حكيم وأهل المدينة، مات سنة (١٣٠) ومرجانة أمه، وعبد الله أبوه، ولم يسمع من أبي هريرة شيئا. ويكفي من بيان تناقض هذا الكلام حكايته، ولولا أن بعض الناس اغتر بهذا ما حكيته، والذي في «الصحيحين» عكس ما قال، فإن فيهما من طريق علي بن الحسين، عن سعيد ابن مرجانة، عن أبي هريرة، وفيهما التصريح بسماعه من أبي هريرة، أما في البخاري فبلفظ: قال لي أبو هريرة، وأما في مسلم فبلفظ: سمعت هذا الحديث فانطلقت به إلى علي بن الحسين. وفي «المسند» و «مستخرج» أبي نعيم من طريق إسماعيل بن أبي حكيم، عن سعيد ابن مرجانة، سمعت أبا هريرة.
وقال أبو مسعود في «الأطراف»: سعيد بن عبد الله ابن مرجانة، من قال سعيد بن يسار فقد أخطأ، ومرجانة هي أمه انتهى. وعلى هذا فيكتب ابن مرجانة بالألف.
• بخ ت ق - سعيد بن المرزبان العبسي، أبو سعد البقال الكوفي، الأعور، مولى حذيفة.
روى عن: أنس، وأبي وائل، وأبي عمرو الشيباني، وعكرمة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي موسى، وجماعة.
وعنه: الأعمش وهو من أقرانه، وشعبة، والسفيانان، وأبو بكر بن عياش، وعقبة بن خالد السكوني، وهشيم، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى، وغيرهم.
قال عمر بن حفص بن غياث: ترك أبي حديثه.
وقال ابن عيينة: كان عبد الكريم أحفظ منه.
وقال أحمد: ما رأيت ابن عيينة أملأ علينا عنه إلا حديثا واحدا، قيل له: لم؟ قال: لضعفه عنده.
وقال ابن المبارك: قلت لشريك: أتعرف أبا سعد البقال؟ فقال: إي والله، أنا أعرفه عالي الإسناد، حدثته عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود بحديث: «الندم توبة». فتركني وترك عبد الكريم، وترك زيادا وحدث به عن عبد الله بن معقل.
وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة، حدثنا سعيد بن المرزبان، وكان ثقة.
وقال أحمد بن أبي مريم، عن ابن معين: ليس بشيء، لا يكتب حديثه.
وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث، متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: لين الحديث، ومدلس، قيل: هو صدوق؟ قال: نعم، كان لا يكذب.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه.
وقال النسائي: ضعيف. وقال مرة: ليس بثقة، لا يكتب حديثه.
وقال ابن عدي: هو في جملة ضعفاء الكوفة الذين يجمع حديثهم ولا يترك.
قلت: قال الصريفيني: مات سنة بضع وأربعين ومائة.
وقال البرقاني، عن الدارقطني: متروك.
وقال أبو حاتم: فيه تدليس، ما أقربه من أبي جناب.
وقال الساجي: صدوق، فيه ضعف.
وقال العجلي: ضعيف.
وقال ابن حبان: كثير الوهم، فاحش الخطأ.
وقال أبو داود: كان من أقرأ الناس.
وقال العقيلي: وثقه وكيع، وضعفه ابن عيينة.
قلت: الحكاية التي حكيت عن وكيع لا تدل على أنه وثقه، وقد ذكرها الساجي عن محمود بن غيلان قال: سئل وكيع عن أبي سعد البقال، فقال: أحمد الله، كان يروي عن أبي وائل، وأبو وائل ثقة. وقد ذكرها المؤلف بلا عزو فحذفتها،