للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال علي: كان عثمان أوصلنا للرحم.

وقال قتادة: حمل عثمان في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا.

وقال ابن سيرين: كان عثمان يحيي الليل بركعة يقرأ فيه القرآن.

وقال سالم، عن ابن عمر: لقد عتبوا على عثمان أشياء لو فعلها عمر لما عتبوا عليه.

وكان ربعة، حسن الوجه، رقيق البشرة، عظيم اللحية، أسمر اللون بعيد ما بين المنكبين.

وقالت عائشة: لقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحم، وأتقاهم لربه.

بويع له بالخلافة بعد دفن عمر بثلاثة أيام، وذلك غرة المحرم سنة (٢٤)، وقتل في وسط أيام التشريق سنة (٣٥)، وقيل: يوم التروية، وقيل: غير ذلك.

ومناقبه وفضائله كثيرة شهيرة .

قال سعيد بن زيد: لو أن أحدا انفض (١) لما فعل بعثمان لكان حقيقا أن ينفض.

وقال ابن عباس: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرجموا بالحجارة من السماء.

وقال عبد الله بن سلام: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا يغلق عنهم إلى قيام الساعة.

وقال معتمر بن سليمان، عن حميد الطويل: قيل لأنس بن مالك: إن حب علي وعثمان لا يجتمعان في قلب، فقال أنس: كذبوا لقد اجتمع حبهما في قلوبنا.

وقال الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال: دخلت مع المصريين على عثمان، فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوا فدخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء، فقال: ويحك ما وراءك؟ قلت: قد والله فرغ من الرجل، فقال: تبا لكم سائر الدهر، فنظرت فإذا هو علي.

وقال محمد بن طلحة بن مصرف، عن كنانة مولى صفية: شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان، وهم: الحسن بن علي، وابن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان، قال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندي (٢) محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله، دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي، وكلمه بكلام، فخرج.

وقال سعيد المقبري، عن أبي هريرة: كنت محصورا مع عثمان في الدار فرمي رجل منا، فقلت: يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب، قتلوا رجلا منا، قال: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت بسيفك، فإنما تراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي اليوم، قال أبو هريرة: فرميت بسيفي فلا أدري أين هو حتى الساعة.

قلت: ترجمته مستوفاة في تاريخ دمشق.

• ع - عثمان بن عمر بن فارس بن لقيط العبدي، أبو محمد، وقيل: أبو عدي، وقيل: أبو عبد الله البصري، قيل: أصله من بخارى.

روى عن: ابن عون، وكهمس بن الحسن، وأبي معشر السندي، ويونس بن يزيد الأيلي، وإسرائيل بن يونس، ومعاذ بن العلاء، وفليح بن سليمان، وابن أبي ذئب، وشعبة، وعلي بن المبارك، وداود بن قيس الفراء، وصالح بن رستم، وعزرة بن ثابت، وعيسى بن حفص بن عاصم، وهشام بن حسان، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن نافع المكي، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وحماد بن نجيح، وزكريا بن سليم، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وعبد المجيد بن وهب، وعيسى بن دينار، وقرة بن خالد، والمستمر بن الريان، وطائفة.

وعنه: أحمد، وإسحاق، وبندار، وأبو موسى، وعبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن سعيد الدارمي، وإبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب، وإبراهيم الجوزجاني، وأحمد بن الكردي، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبو خيثمة، وأبو داود السنجي، وأبو داود الحراني، وعباس العنبري، وأبو غسان المسمعي،


(١) قال ابن الأثير في "النهاية": ٣/ ٤٥٤ وفي حديث سعيد بن زيد ولو أن أحدًا انفض مما صُنع بابن عفان لحقّ له أن ينفض" أي يتفرق وينقطع. ويُروى بالقاف.
(٢) هل نَدي، أي: هل أصاب من عثمان شيئًا وناله منه شيء، كأنه نالته نداوة الدم وبلله.

<<  <  ج: ص:  >  >>