وقال ابنه داود بن محمد: مات سنة سبع وأربعين ومائتين، وهو ابن تسع وتسعين سنة وثمانية أيام.
قلت: عده أبو الحسن بن القطان فيمن لا يعرف، وذلك قصور منه، فلا تغتر به، وقد أكثر من وصف جماعة من المشهورين بذاك، وسبقه (١) إلى مثل ذلك أبو محمد بن حزم، ولو قالا: لا نعرفه لكان أولى لهما.
نعم لهم شيخ آخر يقال له:
• محمد بن نجيح.
روى عنه: يزيد بن زريع، وخلف بن خليفة.
وهو يروي عن سهيل بن أبي صالح، وعن محمد بن زياد الجمحي.
ذكره ابن عدي، وقال: ليس بالمعروف، وأورد له ثلاثة أحاديث محفوظة. انتهى.
وقد أنكر الذهبي على ابن عدي ذكره، وهو أقدم من محمد بن أبي معشر.
• بخ - محمد بن نشر الهمداني الكوفي، مؤذن ابن الحنفية.
وروى عن: ابن الحنفية، ومسروق بن الأجدع، وعلي بن الحسين بن علي، وأبي سعيد عقيصى، واسمه دينار.
روى عنه: ليث بن أبي سليم، ومجالد بن سعيد، وأبو الجارود زياد بن المنذر، وعلي بن الحزور، وكثير أبو إسماعيل، ولوط بن يحيى الغامدي، وأبو روق الهمداني.
قلت: قرأت بخط الذهبي: صدوق.
ونقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه متروك.
• س - محمد بن نصر الفراء النيسابوري.
روى عن: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأيوب بن سليمان بن بلال، ويحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة، وسليمان بن حرب، وأحمد، وإسحاق، وعلي ابن المديني، وأبي عبيد، وابن عائشة.
روى عنه: النسائي، وقال: ثقة، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأحمد بن محمد بن سعد الفقيه، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن الأزهر الأزهري.
• تمييز - محمد بن نصر المروزي الفقيه، أبو عبد الله الحافظ.
روى عن: يحيى بن يحيى النيسابوري، وعبدان بن عثمان، وأبي كامل الجحدري، وإبراهيم بن المنذر، وعبيد الله بن معاذ، وإسحاق بن راهويه، وخلق كثير.
وعنه: ابنه إسماعيل، ومحمد بن إسحاق الرشادي، وعبد الله بن محمد بن علي البلخي، وعثمان بن جعفر اللبان، وأبو عبد الله بن الأخرم، وغيرهم.
قال محمد بن عثمان بن سلم: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وكان أبي مروزيا، وولدت أنا ببغداد، ونشأت بنيسابور.
وقال الإدريسي: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن إسحاق الدبوسي، حدثنا أبي قال: رأيت محمد بن نصر بسمرقند، وكان بحرا في الحديث. قال: وسمعت الفقيه أبا بكر الشاشي يقول: لو لم يصنف محمد بن نصر إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس، فكيف وقد صنف غيره!.
وقال عبد الله بن محمد بن مسلم: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر المروزي عندنا إماما، فكيف بخراسان!.
وقال ابن الأخرم: سمعت إسماعيل بن قتيبة يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول غير مرة إذا سئل عن مسألة: سلوا أبا عبد الله المروزي.
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: أدركت إمامين من أئمة المسلمين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم الرازي، وأبو عبد الله محمد بن نصر، فأما أبو عبد الله، فلم أر أحسن صلاة منه، ولقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه، ولم يتحرك.
قال: وسمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: قال
(١) كان في المطبوع: وتبعه، ويغلب على ظننا أنه تحريف، فإن ابن حزم قد توفي قبل ابن القطان بمئة واثنتين وسبعين سنة، ومثل هذا لا يخفى على الحافظ ابن حجر ﵀.