قيل: إن مسلما إنما سمعه من محمد بن المسيب عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، فإن يكن كذلك، فقد دخل في رواية الأكابر عن الأصاغر، فإن الأرغياني أصغر من طبقة مسلم، وإن كان شاركه في كثير من شيوخه، والله تعالى أعلم.
قال ابن بابويه: سمعت محمد بن المسيب يقول: كتب عني محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقال: تفرد به إبراهيم بن سعيد.
قلت: وأخرجه الحاكم في التاريخ فقال: حدثنا محمد بن يعقوب الحافظ إملاء، حدثنا أبو عبد الله محمد بن المسيب، وسأله أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال: حدثنا إبراهيم بن سعيد، فذكره. قال ابن الأخرم: ولم أسمع من أبي عبد الله (!!).
وأما دعوى تفرد إبراهيم به فمردودة.
وقد ذكر الحاكم وابن عقدة وجماعة من أهل نيسابور أن الأرغياني تفرد به، وليس كذلك، فقد حدثونا عن عبدان الأهوازي وإبراهيم بن بسطام وغيرهما عن إبراهيم.
• ت ق - محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني، أبو عبد الله، وقيل: أبو الحسن، نزيل بغداد.
روى عن: الأوزاعي، ومالك، وأبي الأشهب العطاردي، وأبي بكر بن أبي مريم، وإسرائيل، وحماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وغيرهم.
وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان: ابنا أبي شيبة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وخلاد بن أسلم، ويعقوب الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وروح بن عبد المؤمن، وزهير بن حرب، وابن نمير، وعلي بن سعيد بن شهريار، ومحمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن الحسن بن عبدويه، ومحمد بن الفرج بن الأزرق، وآخرون.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب، أما عن حماد بن سلمة ففيه تخليط. قلت لأحمد: تحدث عنه؟ قال: نعم.
وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: لا بأس به.
وعن يحيى بن معين: ليس بشيء، وذكر عنه حديثا ثم قال يحيى: لم يكن من أصحاب الحديث كان مغفلا.
وقال البخاري: كان ابن معين سيئ الرأي فيه.
وقال يزيد بن الهيثم، عن ابن معين: كان صاحب غزو وليس يدري ما يحدث.
وقال ابن أبي الخناجر: كنا على باب محمد بن مصعب، فأتاه ابن معين، فقال له: أخرج إلينا كتابك، فقال له: عليك بأفلح الصيدلاني، فغضب، وقال له: لا ارتفعت لك راية أبدا. وقال: ما رأيت لابن مصعب كتابا قط، إنما كان يحدث حفظا.
وقال النسائي: ضعيف.
[وقال ابن خراش: منكر الحديث].
وقال صالح بن محمد: ضعيف في الأوزاعي.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: صدوق في الحديث، ولكنه حدث بأحاديث منكرة. قلت: فليس هذا مما يضعفه. قال: نظن أنه غلط فيها.
قال: وسألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث ليس بقوي، قلت له: إن أبا زرعة قال: كذا، وحكيت له كلامه، فقال: ليس هو عندي كذا، ضعف لما حدث بهذه المناكير.
قال: وقلت لأبي زرعة: محمد بن مصعب أحب إليك أو علي بن عاصم؟ فقال: محمد بن مصعب.
وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح.
وقال سعيد بن رحمة، عن محمد بن مصعب: قال لي الأوزاعي: ما أتاني أحفظ منه.
قال ابن قانع وغيره: مات سنة ثمان ومائتين.
قلت: علق البخاري في أوائل البيوع عن عمران بن حصين أنه كره بيع السلاح في الفتنة، وقد ذكره ابن عدي في ترجمة محمد بن مصعب هذا، ووصله من طريقه.
قال صالح بن محمد: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة، وقد روى عن الأوزاعي غير حديث كلها مناكير، وليس لها أصول.
وقال ابن عدي: ليس عندي برواياته بأس، ثم روى له حديثا عن قيس بن الربيع، عن شعبة، عن أبي جمرة، عن