للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عن أبيه، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن رجاء المكي، وغيرهم.

وعنه البخاري، وأبو داود، والنسائي بواسطة أبي الحسن الميموني، والذهلي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وجماعة آخرهم محمد بن علي زيد الصائغ.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال ابن أبي عاصم: مات سنة (٢٢٩).

قلت: ذكر أبو علي الغساني أن أبا داود روى عنه في كتاب الزهد أيضا.

وقال ابن عدي: قبله أهل العراق، ووثقوه، وكتب عنه علي بن المديني.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث غير مرضي.

قلت: لم يلتفت أحد إلى هذا القول بل الأزدي غير مرضي، ثم رأيت في التمهيد في ترجمة سعد بن إسحاق، قال أبو عمر أحمد بن شبيب عن أبيه متروك، فكأنه تبع الأزدي، فإنه إنما أنكر عليه حديث سعد بن إسحاق الذي أشار إليه أبو عمر، والله أعلم.

• م - أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي القاضي الحافظ صاحب (كتاب السنن).

سمع من خلائق لا يحصون يأتي أكثرهم في هذا الكتاب، وروى القراءة عن أحمد بن نصر النيسابوري، وأبي شعيب السوسي.

وعنه ابنه عبد الكريم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني، وأبو علي الحسن بن الخضر الأسيوطي، والحسن بن رشيق العسكري، وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ، وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه، ومحمد بن معاوية بن الأحمر، ومحمد بن قاسم الأندلسي، وعلي بن أبي جعفر الطحاوي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن المهندس (١)؛ هؤلاء رواة كتاب السنن عنه، وأبو بشر الدولابي، وهو من أقرانه، وأبو عوانة في صحيحه، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر بن الحداد الفقيه، وأبو جعفر العقيلي، وأبو علي بن هارون، وأبو علي النيسابوري الحافظ، وأمم لا يحصون.

قال ابن عدي: سمعت منصور الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: أبو عبد الرحمن إمام من أئمة المسلمين.

وقال محمد بن سعد الباوردي: ذكرت النسائي لقاسم المطرز فقال: هو إمام أو يستحق أن يكون إماما.

وقال أبو علي النيسابوري: سألت النسائي، وكان من أئمة المسلمين ما تقول في بقية، وقال في موضع آخر: أخبرنا النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.

وقال في موضع آخر: رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري اثنان بنيسابور محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن أبي طالب، والنسائي بمصر، وعبدان بالأهواز.

وقال مأمون المصري: خرجنا إلى طرسوس فاجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد، ومرتع، وأبو الآذان كيلجة، وغيرهم، فكتبوا كلهم بانتخاب النسائي.

وقال أبو الحسين بن المظفر: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن النسائي بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد (٢)، وإقامته للسنن المأثورة، واحترازه عن مجالس السلطان، وأن ذلك لم يزل دأبه إلى أن استشهد.

وقال الحاكم: سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

وقال مرة سمعت علي بن عمر يقول: النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه، فضربوه في الجامع فقال: أخرجوني إلى مكة فأخرجوه، وهو عليل، وتوفي مقتولا شهيدا.


(١) لم يذكره المزي في الرواة عن النسائي، وقال الذهبي في السيرة ١٦ - ٤٦٢: "أخطأ من قال: إنه سمع من النسائي".
(٢) في "تهذيب الكمال"، والاجتهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>