للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود يقول: سمعت أبا عيسى الترمذي يقول: كنت في طريق مكة، وكنت قد كتبت جزئين من أحاديث شيخ، فمر بنا ذلك الشيخ، فسألت عنه، فقالوا: فلان، فرحت إليه، وأنا أظن أن الجزئين معي، وإنما حملت معي في محملي جزئين غيرهما شبههما، فلما ظفرت سألته السماع، فأجاب، وأخذ يقرأ من حفظه ثم لمح، فرأى البياض في يدي، فقال: أما تستحي مني؟ فقصصت عليه القصة، وقلت له: إني أحفظه كله، فقال: اقرأ، فقرأته عليه على الولاء، فقال: هل استظهرت قبل أن تجيء إلي، قلت: لا، ثم قلت له: حدثني بغيره، فقرأ علي أربعين حديثا من غرائب حديثه، ثم قال: هات، فقرأت عليه من أوله إلى آخره، فقال: ما رأيت مثلك.

وقال منصور الخالدي: قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب - يعني: المسند الصحيح، فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان، فرضوا به.

وقال المؤتمن الساجي: رأيت في نسخة عتيقة، زاد أبو عيسى في يوم الأضحى من سنة سبعين ومائتين، ولأبي عيسى كتاب الزهد مفرد لم يقع لنا وكتاب الأسماء والكنى.

وقال يوسف بن أحمد البغدادي الحافظ: أضر أبو عيسى في آخر عمره.

قلت: وهذا مع الحكاية المتقدمة عن الترمذي يرد على من زعم أنه ولد أكمه، والله تعالى أعلم.

وقال الحاكم أبو أحمد: سمعت عمران بن علان يقول: مات محمد بن إسماعيل البخاري، ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والورع، بكى حتى عمي.

وقال أبو الفضل البيلماني: سمعت نصر بن محمد الشيركوهي يقول: سمعت محمد بن عيسى الترمذي يقول: قال لي محمد بن إسماعيل: ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي.

• كن - محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي، أبو علي البصري البزاز، ابن أخي يعقوب بن شيبة الحافظ.

روى عن: سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ومحمد بن أبي معشر المدني، وإبراهيم بن الصباح، وأبي سعيد الأشج، وأبي هشام الرفاعي.

روى عنه: النسائي في حديث مالك، وأبو يوسف يعقوب بن المبارك، وأبو القاسم الطبراني.

قال ابن يونس: توفي بمصر يوم السبت لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث مائة.

وروى النسائي في الكنى عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والظاهر أنه هذا.

وروى أبو جعفر العقيلي، عن محمد بن عيسى، عن عباس الدوري، ويحتمل أن يكون هذا.

قلت: فرق مسلمة في الصلة بين محمد بن عيسى بن شيبة، وبين محمد بن عيسى الراوي عن إبراهيم بن سعيد وهو الصواب، فقد روى أبو جعفر العقيلي في الضعفاء عن محمد بن عيسى عن عباس الدوري، وعمرو بن علي الفلاس، وأبي إبراهيم الزهري، وصالح بن أحمد بن حنبل، وروى عبد الله بن محمد بن المفسر عن محمد بن عيسى هذا، عن نصر بن علي وطبقته، وروى عنه أيضا أبو بكر بن الأنباري، وأبو الحسن بن مقسم وهو محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس عباس الهاشمي البياضي، يكنى أبا علي، نسبه العقيلي في روايته عنه في عدة مواضع.

قال ابن مخلد، وابن قانع: قتل بمكة سنة أربع وتسعين ومائتين قتله القرامطة. زاد ابن مخلد: منصرفا من طريق مكة.

• د س ق - محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الأموي مولى معاوية، أبو سفيان الدمشقي.

روى عن: حميد الطويل، وعبيد الله بن عمر، وهشام بن عروة، وزيد بن واقد، وإبراهيم بن سليمان الأفطس، والأوزاعي، وابن أبي ذئب، وغيرهم.

روى عنه: العباس بن الوليد الخلال، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن المهاجر، وعبد الرزاق بن عمر العابدي، وهارون بن محمد بن بكار، والهيثم بن مروان، وهشام بن عمار، وآخرون.

قال عثمان الدارمي، عن دحيم: ليس من أهل الحديث وهو قدري.

وقال أبو حاتم: شيخ، دمشقي يكتب حديثه، ولا يحتج به.

وقال البخاري: يقال: إنه لم يسمع من ابن أبي ذئب

<<  <  ج: ص:  >  >>