والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله.
قال: وإذا رأيت الرازي ينتقص أبا زرعة، فاعلم أنه مبتدع.
وروى البيهقي، عن ابن وارة، قال: كنا عند إسحاق بنيسابور، فقال رجل: سمعت أحمد يقول: صح من الحديث سبع مائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ست مائة ألف حديث.
قال البيهقي: وإنما أراد ما صح من حديث رسول الله ﵌، وأقاويل الصحابة، وفتاوى من أخذ عنهم من التابعين.
وقال محمد بن جعفر بن حكمويه: قال أبو زرعة: أحفظ مائة ألف حديث كما يحفظ الإنسان ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾
وقال أبو جعفر التستري: سمعت أبا زرعة يقول: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته، وإني أعلم في أي كتاب هو، في أي ورقة هو، في أي صفح هو، في أي سطر هو.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم يعني: ابن وارة والفضل بن العباس المعروف بفضلك، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثا، فأنكر فضلك الصائغ، فقال: يا أبا عبد الله، ليس هكذا هو. فقال: كيف هو؟ فذكر رواية أخرى، فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: أيش تقول؟ فسكت، فألح عليه، فقال: هاتوا أبا القاسم ابن أخي. فدعي به، فقال: اذهب فادخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول والثاني والثالث، وعد ستة عشر جزءا، وائتني بالجزء السابع عشر: فذهب فجاء بالدفتر، فتصفح أبو زرعة، وأخرج الحديث، فدفعه إلى محمد بن مسلم، فقرأه وقال: نعم، غلطنا.
قال أبو سعيد بن يونس: مات بالري آخر يوم من ذي الحجة، سنة أربع وستين ومائتين.
وقال ابن المنادي: كان مولده سنة مائتين.
قلت: وقال ابن حبان في الثقات: كان أحد أئمة الدنيا في الحديث، مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ، والمذاكرة، وترك الدنيا وما فيه الناس، توفي سنة (٢٦٨). كذا قال. وفي الزهرة روى عنه مسلم حديثين.
• ع - عبيد الله بن عبد المجيد، أبو علي الحنفي البصري.
روى عن: عكرمة بن عمار، وإسرائيل، وإسماعيل بن مسلم، ورباح بن أبي معروف، وسلم بن زرير، وسليم بن حيان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وقرة بن خالد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وهمام، وهشام الدستوائي، وداود بن قيس الفراء، وغيرهم.
وعنه: علي ابن المديني، وأبو خيثمة، وأبو موسى، وبندار، وعمرو بن علي، وإسحاق بن منصور، وأحمد بن سعيد الدارمي، وعبد الله بن الصباح العطار، والدارمي، وعبد [بن حميد]، وحجاج بن الشاعر، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، والذهلي، والكديمي، وآخرون.
وقال الدارمي، عن ابن معين، وأبو حاتم: ليس به بأس.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال هو والكديمي: مات سنة تسع ومائتين.
قلت: ووثقه العجلي والدارقطني، وابن قانع، وضعفه العقيلي، وروى عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء.
• خ م ت س ق - عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، أبو عبد الرحمن الكوفي.
روى عن: هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن مغول، وشعبة، والثوري، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم.
وعنه: ابناه أبو عبيدة وعباد، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن آدم، وابن المبارك، وعلي بن حفص المدائني، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن جواس، وأبو كريب، وأحمد بن حميد الكوفي، وإسماعيل بن بهرام الوشاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وإبراهيم بن أبي الليث الأشجعي، وآخرون.
قال الأشجعي: سمعت من الثوري ثلاثين ألف حديث.
وقال ابن سعد: روى كتب الثوري على وجهها، وروى عنه الجامع، وكان من أهل الكوفة، وقدم بغداد فمات بها.
وقال قبيصة: لما مات الثوري أرادوا الأشجعي على أن