وسلم على مكة عام الفتح في خروجه إلى حنين، فحج بالناس سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا عليه، ولم يزل على مكة حتى قبض رسول الله ﵌، وأقره أبو بكر، فلم يزل عليها واليا إلى أن مات، فكانت وفاته فيما ذكر الواقدي يوم مات أبو بكر الصديق.
وقال محمد بن سلام الجمحي وغيره: جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم دفن عتاب، وكان عتاب رجلا صالحا خيرا فاضلا.
قال مصعب الزبيري: خطب علي بن أبي طالب جويرية بنت أبي جهل، فشق ذلك على فاطمة فأرسل إليها عتاب: أنا أريحك منها فتزوجها، فولدت له عبد الرحمن بن عتاب.
قال أبو داود: لم يسمع سعيد بن المسيب من عتاب شيئا.
وقال أيوب بن عبد الله بن يسار عن عمرو بن أبي عقرب: سمعت عتاب بن أسيد، فذكر حديثا.
له عندهم حديثا في الخرص، وعند ابن ماجه آخر في النهي عن (١) شف ما لا يضمن.
قلت: ومقتضاه أن عتابا تأخرت وفاته عما قال الواقدي لأن أيوب ثقة، وعمرو بن أبي عقرب ذكره البخاري في التابعين، وقال: سمع عتابا، والله أعلم.
وقد ذكر أبو جعفر الطبري عتابا فيمن لا يعرف تاريخ وفاته، وقال في تاريخه: إنه كان والي مكة لعمر سنة عشرين، وذكره قبل ذلك في سني عمر، ثم ذكره في سنة (٢١)، ثم في سنة (٢٢)، ثم قال في مقتل عمر سنة (٢٣) قتل وعامله على مكة نافع بن عبد الحارث. انتهى.
فهذا يشعر بأن موت عتاب كان في أواخر سنة (٢٢) أو أوائل سنة (٢٣)، فعلى هذا فيصح سماع سعيد بن المسيب منه، والله أعلم.
• خ د ت س - عتاب بن بشير الجزري أبو الحسن. ويقال: أبو سهل الحراني مولى بني أمية.
روى عن: خصيف، وإسحاق بن راشد، وثابت بن عجلان، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، والأوزاعي، وغيرهم.
وعنه: روح بن عبادة، والعلاء بن هلال الباهلي، وعمرو بن خالد الحراني، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، ومحمد بن سلام البيكندي، وعلي بن حجر، وأبو نعيم الحلبي، وآخرون.
قال أبو طالب، عن أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، روى بأخرة أحاديث منكرة، وما أرى أنها إلا من قبل خصيف.
وقال الجوزجاني، عن أحمد: أحاديث عتاب عن خصيف منكرة.
وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: قيل لأبي زرعة: عتاب أحب إليك أو محمد بن سلمة؟ قال: عتاب.
وقال النسائي: ليس بذاك.
وكذا قال ابن سعد، وذكر أنه مات سنة (١٩٠) وكذا أرخه ابن حبان في الثقات.
وقال أبو داود: مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
قلت: وكذا أرخه أبو عروبة عن إسحاق بن زيد عن النفيلي.
وقال الآجري، عن أبي داود: سمعت أحمد يقول: تركه ابن مهدي بأخرة. قال: ورأيت أحمد كف عن حديثه، وذلك أن الخطابي حدثه عنه بحديث فقال لي أحمد: أبو جعفر - يعني النفيلي - يحدث عنه؟ قلت: نعم. قال: أبو جعفر أعلم به.
وقال ابن أبي حاتم: ليس به بأس.
وقال الساجي: عنده مناكير حدث أحمد عن وكيع عنه.
وقال النسائي في كتاب الجرح والتعديل: ليس بالقوي.
وقال ابن المديني: حدثت أعلى حديثه.
(١) الشّفُّ، قال ابن الأثير في "النهاية" ٢/ ٤٨٦: هو الرِّبح والزيادة، وهو كقوله: نهى عن ربح ما لم يَضْمَن.