زياد مولى ابن عباس، وجعفر بن ربيعة المصري، وبكير بن الأشج، ومكحول الشامي، وأبو الغصن ثابت بن قيس، وعقيل بن خالد، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
قال العجلي: شامي تابعي ثقة من خيار التابعين.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة.
وقال أيوب بن سويد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك أحدا.
وقال أبو الغصن: فرأيته يصوم الدهر.
وقال الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك، عن المنذر بن عبد الله: إن عراك بن مالك كان من أشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوا من الفيء والمظالم من أيديهم، فلما ولي يزيد بن عبد الملك ولى عبد الواحد النصري على المدينة فقرب عراكا، وقال: صاحب الرجل الصالح، وكان يجلس معه على سريره، فبينا هو يوما معه إذ أتاه كتاب يزيد أن ابعث مع عراك حرسيا حتى ينزله دهلك (١)، وخذ من عراك حمولته. فقال عبد الواحد لحرسي: خذ بيد عراك فابتع من ماله راحلة ثم توجه إلى دهلك حتى تقره بها. ففعل الحرسي ذلك، وما تركه يصل إلى أمه، قال: وكان أبو بكر بن حزم قد نفى الأحوص الشاعر إلى دهلك، فلما ولي يزيد بن عبد الملك أرسل إلى الأحوص فأقدمه عليه فمدحه الأحوص فأكرمه.
وقال ضمام بن إسماعيل، عن عقيل بن خالد: كنت بالمدينة في الحرس فلما صليت العصر إذ برجل يتخطى الناس حتى دنا من عراك بن مالك فلطمه حتى وقع، وكان شيخا كبيرا ثم جر برجله، ثم انطلق به حتى حصل في مركب في البحر إلى دهلك، فكان أهل دهلك يقولون: جزى الله عنا يزيد خيرا أخرج إلينا رجلا علمنا الله الخير على يديه.
قال ابن سعيد وغيره: مات بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك.
قلت: فإن صح هذا فمقتضاه أنه لم تطل إقامته بدهلك، ولم أر من صرح بأنه مات بالمدينة غير ابن سعد، وكلهم قالوا: مات في زمن يزيد بن عبد الملك.
وقال أحمد بن حنبل فيما روى ابن أبي حاتم في المراسيل، عن الأثرم، وذكر حديث خالد بن أبي الصلت، عن عراك: سمعت عائشة مرفوعا حولوا مقعدتي إلى القبلة.
فقال: مرسل، عراك بن مالك من أين سمع عن عائشة؟! إنما يروي عن عروة، هذا خطأ، ثم قال: من يروي هذا؟ قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء، فقال: قال غير واحد: عن خالد الحذاء ليس فيه سمعت، وقال غير واحد أيضا: عن حماد بن سلمة: ليس فيه سمعت.
وقال أحمد في موضع آخر: أحسن ما روي في الرخصة - يعني: في استقبال القبلة - حديث عراك، وإن كان مرسلا فإن مخرجه حسن.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال موسى بن هارون: لا نعلم لعراك سماعا من عائشة.
[من اسمه عرباض وعربي وعرس وعرعرة]
• ٤ - عرباض بن سارية السلمي، كنيته أبو نجيح، كان من أهل الصفة، ونزل حمص.
روى عن: النبي ﵌، وعن أبي عبيدة بن الجراح.
وعنه: ابنته أم حبيبة وعبد الرحمن بن عمرو السلمي، وسعيد بن هانئ الخولاني، وجبير بن أبي سليمان بن جبير، وحجر بن حجر الكلاعي، وحكيم بن عمير، وعبد الله بن أبي بلال، وأبو رهم السماعي، ويحيى بن أبي المطاع، وآخرون.
قال محمد بن عوف: كل واحد من العرباض بن سارية وعمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الإسلام، لا ندري أيهما أسلم قبل صاحبه.
قال ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد: كان عتبة بن عبد يقول: عرباض خير مني، وكان عرباض يقول: عتبة خير مني، سبقني إلى النبي ﵌ بسنة.
قال خليفة: مات في فتنة ابن الزبير.
(١) دَهْلَك: جزيرة بين برِّ اليمن وبَرِّ الحبشة.