للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة.

وعنه: ابنه إياس، ومولاه يزيد بن أبي عبيد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، والحسن بن محمد ابن الحنفية، وزيد بن أسلم، وموسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وغيرهم.

كان شجاعا راميا، ويقال: كان يسبق الفرس شدا على قدميه، وكان يسكن الربذة.

قال يحيى بن بكير، وغير واحد: مات سنة أربع وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة.

قلت: في «صحيح البخاري» عن يزيد بن أبي عبيد قال: لما قتل عثمان خرج سلمة إلى الربذة، وتزوج بها امرأة، وولدت له أولادًا، فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال، فنزل المدينة.

قال أبو نعيم: استوطن الربذة بعد قتل عثمان، توفي سنة (٧٤)، وقيل: ستين.

وذكر إبراهيم بن المنذر أنه توفي سنة (٦٤).

وذكر الكلاباذي، عن الهيثم بن عدي أنه مات في آخر خلافة معاوية.

قلت: وهو غلط؛ فإن له قصة مع الحجاج بن يوسف الثقفي في إنكاره عليه اختيار البدو واعتذار سلمة بأن النبي أذن له في البدو، والقصة مشهورة ذكرها البخاري وغيره، ولم يكن الحجاج في زمن معاوية، ولا ابنه يزيد صاحب أمر ولا ولاية، وهذا يرجح قول من قال: مات سنة (٧٤). لكن في تقدير سنه على هذا نظر؛ فإنه غلط محض؛ إذ يلزم منه أنه شهد بيعة الرضوان وعمره اثنتا عشرة سنة، وقد قال هو فيما صح عنه: بايعت النبي يومئذ على الموت، ومن كان بهذا السن لا يتهيأ منه هذا. فيحرر هذا.

ثم رأيت مدار مقدار سنه على الواقدي وهو من تخليطه، والمصنف تبع فيه صاحب «الكمال»، وكذا النووي في «تهذيبه» تبع صاحب «الكمال»، وصاحب «الكمال» تبع ابن طاهر، والصواب خلاف هذا، والله أعلم.

ثم وجدت ما يدل على أن من أرخ موته في خلافة معاوية أو ابنه يزيد أو بعد ذلك إلى سنة (٧٤) غلط، بل يدل على أنه تأخر إلى ما بعد الثمانين، فعند أحمد من طريق عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد، سمعت رجلا يقول لجابر: من بقي من أصحاب رسول الله ؟ فقال: سلمة بن الأكوع، وأنس، فقال رجل: فذكر كلاما في حق سلمة، فهذا يدل على ما قاله، فإن عبد الله بن أبي أوفى مات سنة ست أو سبع أو ثمان وثمانين بالكوفة، فلو كان حين السؤال المذكور موجودا ما خفي على جابر، ثم تبين لي أنه خفي عليه، أو أغفل ذكره الراوي؛ فإن جابر مات قبل الثمانين كما تقدم في ترجمته، والحديث المذكور يرجح قول من قال في سلمة: إنه مات سنة (٧٤) لكن بقي النظر في مقدار سنه.

• خت - سلمة بن عوف بن سلامة.

وقع ذكره في سند حديث لعمر، علقه البخاري، وصله مالك عن داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو، وسلمة بن عوف، كلاهما عن محمود بن لبيد، عن عمر في الطلاق. قال ابن الحذاء: سقط سلمة بن عوف من رواية يحيى بن يحيى الليثي.

• س - سلمة بن العيار، واسمه أحمد بن حصن بن عبد الرحمن الفزاري، مولاهم، أبو مسلم الدمشقي.

روى عن: أبي الزبير، والأوزاعي، وجرير بن حازم، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك، وجعفر بن برقان، وغيرهم.

وعنه: بقية بن الوليد، وسيف بن عبيد الله الجرمي، وأبو مسهر، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وجماعة.

وقال إسحاق بن خالد، عن أبي مسهر: أثبت أصحاب الأوزاعي يزيد بن السمط، وسلمة بن العيار، وكانا فاضلين صحيحي الحفظ.

وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني ابن له قال: مات أبي سنة ثلاث وستين ومائة.

وأرخه ابن زبر سنة (٦٨).

وحكى ابن طاهر، عن ابن حبان أنه قال فيه: كان من خيار أهل الشام وعبادهم، ولكنه مات وهو شاب، وكل شيء حدث في الدنيا لا يكون عشرة أحاديث.

وقال ابن حبان في «الثقات»: أخبرني رجل من ولده أن حصنا الذي روى عنه الأوزاعي، عن أبي سلمة، عن عائشة هو جد سلمة هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>