للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدث عن من سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.

قال يعقوب: وسألت ابن المديني كيف حديث ابن إسحاق عندك؟ فقال: صحيح، قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه، ولم يعرفه. ثم قال علي: أي شيء حدث بالمدينة؟ قلت له: وهشام بن عروة قد تكلم فيه. قال علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها.

قال: وسمعت عليا يقول: إن حديث ابن إسحاق ليتبين فيه الصدق يروي مرة حدثني أبو الزناد، ومرة ذكر أبو الزناد، وهو من أروى الناس عن سالم أبي النضر، وروى عن رجل عنه، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب، وروى عن رجل عن أيوب عنه.

وقال يعقوب بن سفيان: قال علي: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع عن ابن عمر عن النبي قال: إذا نعس أحدكم يوم الجمعة، والزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد: إذا مسن أحدكم فرجه، والباقي - يعني: المناكير في حديثه - يقول: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حدثنا.

وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت عليا عنه فقال: صالح وسط.

وقال أيوب بن إسحاق بن سافري: سألت أحمد فقلت له: يا أبا عبد الله، إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله؟ قال: لا، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا. قال أيوب: وكان علي ابن المديني يثني عليه ويقدمه.

وقال أبو داود: وسمعت أحمد ذكر محمد بن إسحاق فقال: كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.

وقال المروذي: قال أحمد بن حنبل: كان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، وإذا لم يكن قال: قال.

قال: وقال أبو عبد الله: قدم ابن إسحاق بغداد فكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وغيره.

قال: فقلت له: أيما أحب إليك: ابن إسحاق أو موسى بن عبيدة؟ فقال: ابن إسحاق. وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: ابن إسحاق ليس بحجة.

وقال عبد الله بن أحمد: ما رأيت أبي أنفى حديثه قط، وكان يتتبعه بالعلو والنزول. قيل له: يحتج به؟ قال: لم يكن يحتج به في السنن.

وقال عباس الدوري، عن ابن معين: محمد بن إسحاق ثقة، وليس بحجة.

وقال يعقوب بن شيبة: سألت ابن معين عنه فقلت: في نفسك من صدقه شيء؟ قال: لا، هو صدوق.

وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لابن معين، وذكرت له الحجة: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة مالك وعبيد الله بن عمر.

وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: محمد بن إسحاق ليس به بأس.

وقال مَرَّةً: ليس بذاك ضعيف.

وقال مَرَّةً: ليس بالقوي.

وقال الميموني، عن ابن معين: ضعيف.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال العجلي: مدني ثقة.

وقال ابن يونس: قدم الإسكندرية سنة (١١٥)، وروى عن جماعة من أهل مصر أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت.

وقال ابن عيينة: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.

وفي رواية عن شعبة فقيل له: لم؟ قال: لحفظه.

وفي رواية عنه: لو سود أحد في الحديث لسود محمد بن إسحاق.

وقال ابن سعد: كان ثقة، ومن الناس من يتكلم فيه، وكان خرج من المدينة قديما فأتى الكوفة والجزيرة والري وبغداد فأقام بها حتى مات بها سنة (٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>