وقال النفيلي عن عبد الله بن فائد: كنا إذا جلسنا إلى ابن إسحاق، فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن.
وقال الميموني: حدثنا أبو عبد الله بحديث استحسنته، عن ابن إسحاق فقلت له: يا أبا عبد الله، ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق، فتبسم إلي متعجبا.
وقال صالح بن أحمد، عن علي ابن المديني، عن ابن عيينة قال: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل المدينة، ولا يقول فيه شيئا. قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أخبرني ابن إسحاق أنها حدثته، وأنه دخل عليها.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت هشام بن عروة يقول: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن رآها قط. قال عبد الله: فحدثنا أبي بذلك فقال: ولم ينكر هشام؟ لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له، أحسبه قال: ولم يعلم.
وقال الأثرم، عن أحمد: هو حسن الحديث.
وقال مالك: دجال من الدجاجلة.
وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق. قال: وقال علي: ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق.
قال: وقال لي إبراهيم بن المنذر: حدثنا عمر بن عثمان أن الزهري كان يتلقف المغازي من ابن إسحاق فيما يحدثه عن عاصم بن عمر بن قتادة، والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يتبين، وكان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك، أخرج إلي كتب ابن إسحاق عن أبيه في المغازي وغيرها، فانتخبت منها كثيرا.
قال: وقال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه. قال: ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء، ولا يتهمه في الأمور كلها.
قال: وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح: نهاني مالك عن شيخين من قريش، وقد أكثر عنهما في الموطأ، وهما ممن يحتج بهما. قال: ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي، وكلام الشعبي في عكرمة، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان وحجة.
قال: وقال عبيد بن يعيش: حدثنا يونس بن بكير، سمعت شعبة يقول: ابن إسحاق أمير المؤمنين - لحفظه.
قال: وقال لي علي بن عبد الله: نظرت في كتب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.
قال: وقال لي بعض أهل المدينة: إن الذي يذكر عن هشام بن عروة قال: كيف يدخل ابن إسحاق على امرأتي. لو صح عن هشام جائز أن تكتب إليه، فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا، وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب إلى هنا عن البخاري.
وقال البخاري أيضا: محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها.
وقال إبراهيم الحربي: حدثني مصعب قال: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث.
وقال أبو زرعة الدمشقي: وابن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا، مع مدحة ابن شهاب له. وقد ذاكرت دحيما قول مالك فيه، فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر.
وقال الزبيري عن الدراوردي: وجلد ابن إسحاق يعني: في القدر.
وقال الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه، وكان يرمى بغير نوع من البدع.
وقال موسى بن هارون: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن نمير يقول: إذا