للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الحسن بن علي الحلواني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن: أسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة.

وقال غيره، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، وغيره: أول من أسلم بعد خديجة علي، وهو ابن ثماني عشرة (١).

وعن: سريج بن النعمان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر: أسلم علي وهو ابن ثلاث عشرة.

قال ابن عبد البر: هذا أصح ما قيل في ذلك.

وروى ابن فضيل، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن حبة بن جوين قال: سمعت عليا يقول: لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين.

وقال شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة هو ابن جوين، عن علي: أنا أول من صلى مع رسول الله .

قال ابن عبد البر: وقد أجمعوا أنه أول من صلى القبلتين، وهاجر، وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر البلاء العظيم، وكان لواء رسول الله بيده في مواطن كثيرة، ولم يتخلف إلا في تبوك، خلفه رسول الله على المدينة، وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال: وروينا من وجوه عن علي أنه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب، وكان مع النبي على حراء لما تحرك، وزوجه رسول الله ابنته فاطمة، وقال لها: زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.

وروى هو، وأبو هريرة، وجابر، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم عن النبي أنه قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وروى سعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وسهل بن سعد، وبريدة، وأبو سعيد، وابن عمر، وعمران بن حصين، وسلمة بن الأكوع، والمعنى واحد أن النبي قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يده، فأعطاها عليا.

وبعثه إلى اليمن، وهو شاب ليقضي بينهم فقال: يا رسول الله لا أدري القضاء، فضرب في صدره، وقال: اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه. قال علي: فما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.

وروي أنه قال: أنا مدينة العلم، وعلي بابها.

وقال عمر: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا.

وقال يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به.

وقال معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل: شهدت عليا يخطب وهو يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.

وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص: قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: لم كان صفو الناس إلى علي بن أبي طالب؟ فقال: يا ابن أخي إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له السطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والصهر برسول الله ، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في الماعون.

قال أبو عمر: بويع لعلي بالخلافة يوم قتل عثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، إلا نفرا منهم لم يهجهم علي، وقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق، ولم يقوموا مع الباطل. وتخلف عنه معاوية في أهل الشام فكان منهم في


(١) زاد في "تهذيب الكمال" ٤٨٢/ ٢٠: أو ست عشرة سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>