الأوزاعي؛ لأنه من أوزاع القبائل.
وقال أبو سليمان بن زبر: هو اسم وقع على موضع مشهور بدمشق، يعرف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائل شتى.
وقال أبو زرعة الدمشقي: كان اسم الأوزاعي عبد العزيز، فسمى نفسه عبد الرحمن، وكان أصله من سباء السند. وكان ينزل الأوزاع، فغلب ذلك عليه، وإليه فتوى الفقه لأهل الشام؛ لفضله فيهم وكثرة روايته، وبلغ سبعين سنة، وكان فصيحا، ورسائله تؤثر.
وقال عمرو بن علي، عن ابن مهدي: الأئمة في الحديث أربعة: الأوزاعي، ومالك، والثوري، وحماد بن زيد.
وقال أبو عبيد، عن ابن مهدي: ما كان بالشام أعلم بالسنة منه.
وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة، ما أقل ما روى عن الزهري.
وقال أبو حاتم: إمام متبع لما سمع.
وقال أبو مسهر، عن هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.
وقال ابن عيينة: كان إمام أهل زمانه.
وقال أمية بن يزيد بن أبي عثمان: كان عندنا أرفع من مكحول، جمع العبادة والورع والقول بالحق.
وقال ابن سعد: ولد سنة (٨٨)، وكان ثقة مأمونا صدوقا فاضلا خيرا، كثير الحديث والعلم والفقه، وكان مكتبه باليمامة، ومات ببيروت سنة (١٥٧).
وقال الآجري، عن أبي داود: مات الأوزاعي في الحمام.
قلت: وقال عيسى بن يونس: كا الأوزاعي حافظا.
وقال ابن حبان في «الثقات»: كان من فقهاء أهل الشام وقرائهم وزهادهم، وكان السبب في موته أنه كان مرابطا ببيروت، فدخل الحمام فزلق فسقط وغشي عليه ولم يعلم به حتى مات. وقد روى عن ابن سيرين نسخة، ولم يسمع الأوزاعي من ابن سيرين شيئا. ثم روى عن الوليد عن الأوزاعي، قال: قدمت البصرة بعد موت الحسن بنحو من أربعين يوما، فدخلت على محمد بن سيرين، واشترط علينا أن لا نجلس، فسلمنا عليه قياما.
وقال أبو زرعة الدمشقي: لا يصح للأوزاعي عن نافع شيء.
وكذا قال عباس، عن ابن معين: لم يسمع من نافع شيئا، وسمع من عطاء.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: سمعت أبي يقول: الأوزاعي لم يدرك عبد الله بن أبي زكريا، ولم يسمع من أبي مصبح، ولم يسمع من خالد بن اللجلاج، إنما روى عن عبد الرحمن بن يزيد عنه، وقد أخطأ الوليد بن مزيد في جمعه بين الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج.
وقال عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة، فقال: اروها عني، ودفع إلي الزهري صحيفة، وقال: اروها عني.
وقال يعقوب بن شيبة، عن ابن معين: الأوزاعي في الزهري ليس بذاك. قال يعقوب: والأوزاعي ثقة ثبت، وفي روايته عن الزهري خاصة شيء.
وقال النسائي في «الكنى»: أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم.
وقال أحمد بن حنبل: دخل الثوري والأوزاعي على مالك، فلما خرجا، قال مالك: أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة يعني الأوزاعي.
وقال أبو إسحاق الفزاري: ما رأيت مثل رجلين: الأوزاعي، والثوري؛ فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، والثوري كان رجل خاصة. ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي؛ لأنه كان أكثر توسعا، وكان والله إماما؛ إذ لا نصيب اليوم إماما، ولو أن الأمة أصابتها شدة، والأوزاعي فيهم، لرأيت لهم أن يفزعوا إليه.
وقال ابن المبارك: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة، لاخترت الثوري والأوزاعي، ثم لاخترت الأوزاعي؛ لأنه أرفق الرجلين.
وقال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.