للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المريسي عند المأمون، وكان الظفر له، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم على علي وعثمان ، ولا يذكر الصحابة إلا بجميل، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم عنها فقال: أما من رواها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأما من يرويها ديانة فلا أرى الرواية عنه.

وقال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: سألت يحيى بن معين عن حديث حدثنا به أبو الصلت، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا: أنا مدينة العلم. . . الحديث، فقال: هو صحيح.

وقال الخطيب: أراد إنه صحيح عن أبي معاوية؛ إذ قد رواه غير واحد عنه.

وقال المروذي: سئل أبو عبد الله عن أبي الصلت، فقال: روى أحاديث مناكير. قيل له: روى حديث مجاهد: أنا مدينة العلم؟ قال: ما سمعنا بهذا. قلت: هذا الذي ينكر عليه؟ قال: غير هذا، أما هذا فما سمعنا به. وروى عن عبد الرزاق أحاديث لا نعرفها ولا نسمعها.

وقال الحسن بن علي بن مالك: سألت ابن معين عن أبي الصلت، فقال: ثقة صدوق، إلا أنه يتشيع.

وقال ابن الجنيد، عن ابن معين: قد سمع، وما أعرفه بالكذب.

قلت: فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس؟ قال: ما بلغني إلا عنه، وما سمعت به قط.

وقال مرة أخرى: ولم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب (١).

وقال الدوري: سمعت ابن معين يوثق أبا الصلت، وقال في حديث أنا مدينة العلم: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي، عن أبي معاوية.

وقال ابن محرز، عن ابن معين: ليس ممن يكذب. فقيل له في حديث أبي معاوية. هذا، فقال: أخبرني ابن نمير قال: حدث به أبو معاوية قديما، ثم كف عنه. وكان أبو الصلت موسرا، يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ فكانوا يحدثونه بها.

وقال صالح بن محمد: رأيت ابن معين يحسن القول فيه.

وقال زكريا الساجي: يحدث بمناكير، هو عندهم ضعيف.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال أبو حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لم يكن بصدوق، وهو ضعيف، ولم يحدثني عنه.

وضرب أبو زرعة على حديثه، وقال: لا أحدث عنه ولا أرضاه.

وقال الجوزجاني: كان مائلا عن الحق.

وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت، وهو متهم فيها.

وقال البرقاني، عن الدارقطني: كان رافضيا خبيثا، قال لي دعلج: إنه سمع أبا سعيد الهروي، وقيل له: ما تقول في أبي الصلت؟ قال: نعيم بن الهيصم ثقة. قال: إنما سألتك عن عبد السلام؟ فقال: نعيم ثقة، ولم يزد على هذا.

قال أبو الحسن: وروى حديث: الإيمان إقرار بالقول. وهو متهم بوضعه، لم يحدث به إلا من سرقه منه، فهو الابتداء في هذا الحديث.

وقال البرقاني: وحكى لنا أبو الحسن أنه سمع يقول: كلب للعلوية خير من جميع بني أمية. فقيل: إن فيهم عثمان؟ فقال: فيهم عثمان.

له في ابن ماجه حديث الإيمان المذكور حسب.

قلت: وقال العقيلي: رافضي خبيث.

وقال مسلمة عن العقيلي: كذاب.

وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وقال الحاكم، والنقاش، وأبو نعيم: روى مناكير.

وقال الحاكم: وثقه إمام أهل الحديث يحيى بن معين.

وقال الآجري، عن أبي داود: كان ضابطا، ورأيت ابن


(١) في "تهذيب الكمال" ١٨/ ٧٨ بعد هذا: قال عبد الخالق بن منصور: سألت ابنَ معين عن أبي الصلت، فقال: ما أعرفه. فقلت: إنه يروي حديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: "أنا مدينة العلم" فقال: ما هذا الحديث بشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>