للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الخطيب: زعم علي بن حجر أن علية جدته أم أمه.

قال أحمد، وعمرو بن علي: ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة (٩٣)، وكذا قال زياد بن أيوب، وغير واحد في تاريخ وفاته.

وقال يعقوب بن شيبة: إسماعيل ثبت جدا، توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة [ليلة] خلت من ذي القعدة.

قلت: كان يقول: من قال: ابن علية، فقد اغتابني.

وقال ابن المديني: ما أقول إن أحدا أثبت في الحديث من ابن علية. وقال أيضا: بت عنده ليلة فقرأ ثلث القرآن، ما رأيته ضحك قط.

وقال أحمد بن سعيد الدارمي: لا يعرف لابن علية غلط إلا في حديث جابر في المدبر؛ جعل اسم الغلام اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام.

وقال ابن وضاح: سألت أبا جعفر البستي عنه فقال: بصري ثقة، وهو أحفظ من الثقفي.

وحكى ابن شاهين في الثقات عن عثمان بن أبي شيبة: ابن علية أثبت من الحمادين، ولا أقدم عليه أحدا من البصريين، لا يحيى، ولا ابن مهدي، ولا بشر بن المفضل.

وقال العيشي: حدثنا الحمادان أن ابن المبارك كان يتجر، ويقول: لولا خمسة ما اتجرت؛ السفيانان، وفضيل، وابن السماك، وابن علية، فيصلهم، فقدم سنة، فقيل له: قد ولي ابن علية القضاء فلم يأته، ولم يصله، فركب ابن علية إليه فلم يرفع به رأسا، فانصرف، فلما كان من غد كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرا لبرك، وجئتك فلم تكلمني، فما رأيته مني؟ فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا، ثم كتب إليه.

يا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعد ما كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضى عن ابن عون وابن سيرين أين رواياتك في سردها في ترك أبواب السلاطين إن قلت أكرهت فذا باطل زل حمار العلم في الطين فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله الله، ارحم شيبتي فإني لا أصبر على القضاء (١)، قال: لعل هذا المجنون أغراك ثم أعفاه فوجه إليه ابن المبارك بالصرة.

وقيل: إن ابن المبارك إنما كتب إليه بهذه الأبيات لما ولي صدقات البصرة، وهو الصحيح.

وقال إبراهيم الحربي: دخل ابن علية على الأمين فحكى قصة فيها أن إسماعيل ر ى حديث: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما، فقيل له: ألهما لسانان؟ قال: نعم، فكيف تكلم! فشنعوا عليه أنه يقول: القرآن مخلوق، وهو لم يقله، وإنما غلط، فقال للأمين: أنا تائب إلى الله.

وقال علي بن خشرم: قلت لوكيع: رأيت ابن علية شرب النبيذ حتى يحمل على الحمار، يحتاج من يرده، فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه، قلت: وكيف ذاك؟ قال: الكوفي يشربه تدينا، والبصري يتركه تدينا.

وقال المفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب، وابن علية، قال: وهيب أحب إلي، ما زال ابن علية وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات، قلت: أليس قد رجع، وتاب على رؤوس الناس؟ قال: بلى، إلى أن قال: وكان لا ينصف، يحدث بالشفاعات، وكان منصور بن سلمة الخزاعي يحدث مرة فسبقه لسانه فقال: حدثنا إسماعيل ابن علية، ثم قال: لا، ولا كرامة، بل أردت زهيرا ثم قال: ليس من قارف الذنب كمن لم يقارفه، أنا والله استتبت ابن


(١) في "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٣٦، و"السير" ٩/ ١١٧، و "ميزان الاعتدال": ١/ ٢١٨ الخطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>