للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدارقطني فتتبعتهم فوجدتهم أكثر من عشرين.

قال المزي: كأن الدارقطني وافق النقاش على أنه ليس من التابعين، وليس كذلك، فقد سمع من زينب بنت أبي سلمة والربيع بنت معوذ ولهما صحبة.

وقال ابن عدي: روى عنه أئمة الناس وثقاتهم وجماعة من الضعفاء إلا أن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا، وقالوا: هي صحيفة.

قال خليفة وغيره: مات سنة ثماني عشرة ومائة.

قلت: عمرو بن شعيب ضعفه ناس مطلقا، ووثقه الجمهور، وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب، ومن ضعفه مطلقا فمحمول على روايته عن أبيه عن جده، فأما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ عن، فإذا قال: حدثني أبي فلا ريب في صحتها كما يقتضيه كلام أبي زرعة المتقدم. وأما رواية أبيه عن جده فإنما يعني: بها الجد الأعلى عبد الله بن عمرو لا محمد بن عبد الله، وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله في أماكن، وصح سماعه منه كما تقدم.

وكما روى حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن شعيب قال: سمعت عبد الله بن عمرو، فذكر حديثا أخرجه أبو داود من هذا الوجه.

وفي رواية عمرو ما يدل على أن المراد بجده هو عبد الله بن عمرو، فمن ذلك: رواية حسين المعلم، عن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: رأيت رسول الله يصلي حافيا ومنتعلا. رواه أبو داود.

وبهذا السند: رأيت رسول الله يشرب قائما وقاعدا. رواه الترمذي.

وبه: رأيت رسول الله ينتقل عن يمينه وعن يساره في الصلاة. رواه ابن ماجه.

ومن ذلك: هشام بن الغاز، عن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: أقبلنا مع رسول الله من ثنية أذاخر الحديث. رواه ابن ماجه.

ومن ذلك: محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله يأمر بكلمات من الفزع. الحديث. رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وغيرهم. وهذه قطعة من جملة أحاديث تصرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو، لكن هل سمع منه جميع ما روى عنه أم سمع بعضها والباقي صحيفة؟ الثاني أظهر عندي، وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه، وعليه ينحط كلام الدارقطني وأبي زرعة.

وأما اشتراط بعضهم أن يكون الراوي عنه ثقة، فهذا الشرط معتبر في جميع الرواة لا يختص به عمرو.

وأما قول ابن عدي: لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا، فيرد عليه إخراج ابن خزيمة له في صحيحه والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام على سبيل الاحتجاج، وكذلك النسائي، وكتابه عند ابن عدي معدود في الصحاح، ولكن ابن عدي عنى غير الصحيحين فيما أظن، فليس فيهما لعمرو شيء.

وقد أنكر جماعة أن يكون شعيب سمع من عبد الله بن عمرو، وذلك مردود بما تقدم.

ومن ذلك: قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت علي ابن المديني عن عمرو بن شعيب فقال: ما روى عنه أيوب وابن جريج فذاك كله صحيح، وما روى عن أبيه عن جده فهو كتاب وجده، فهو ضعيف.

وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة، إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده يكون مرسلا لأن جده محمد لا صحبة له.

وقال ابن حبان في الضعفاء: إذا روى عمرو عن طاوس، وسعيد بن المسيب، وغيرهما من الثقات فهو ثقة، يجوز الاحتجاج به، وإذا روى عن أبيه عن جده فإن شعيبا لم يلق عبد الله، فيكون منقطعا. وإن أراد بجده محمدا فهو لا صحبة له، فيكون مرسلا. والصواب أن يحول عمرو إلى كتاب الثقات، فأما المناكير في روايته فتترك.

وقال الدارقطني لما حكى كلام ابن حبان: هذا خطأ قد روى عبيد الله بن عمر العمري وهو من الأئمة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: كنت عند عبد الله بن عمرو، فجاء رجل فاستفتاه في مسألة، فقال لي: يا شعيب امض معه إلى ابن عباس، فذكر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>