للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحفظ.

وقال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن عنبسة القطان.

وقال الآجري، عن أبي داود: حدثنا المخرمي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا عنبسة بن سعيد ذاك المجنون، قال أبو داود: كان أشد الناس في السنة، وكان أحيانا عاقلا وأحيانا مجنونا، قال: فسألت أبا داود عن عنبسة وأشعث - يعني: أخاه - فقال: عنبسة أمثلهما.

وقال في موضع آخر: سألت أبا داود عن عنبسة فقال: ثقة.

وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مستقيمة وبعضها لا يتابع عليه.

روى له أبو داود حديثا واحدا مقرونا بحميد الطويل، كلاهما عن الحسن عن عمران بن حصين حديث: لا جلب ولا جنب.

قلت: ذكر النباتي أن الساجي نقل في الضعفاء عن محمد بن المثنى ما ذكر هنا، وأن الأزدي نقل ذلك عن الساجي بلفظ الإثبات لا النفي، قال: وكذا وقع عند ابن عدي والأول المعتمد، ثم إن المصنف تابع لابن القطان في كون عنبسة الذي أخرج له أبو داود وهو عنبسة بن سعيد القطان، ولكنه غير منسوب فيما وقفت عليه من نسخ سنن أبي داود، جل الذي فيه: حدثنا يحيى بن خلف، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا عنبسة (ح)، وحدثنا مسدد، حدثنا بشر بن المفضل، عن حميد الطويل جميعا عن الحسن فذكره، قال: وزاد يحيى في حديثه في الرهان، هكذا هو في كتاب الجهاد، وإذا كان كذلك فالظاهر أن عنبسة هذا هو عنبسة بن أبي رائطة الغنوي، فإنهما وإن اشتركا في الرواية عن الحسن فإن البخاري وجماعة معه نصوا على أن الغنوي روى عن الحسن وأن عبد الوهاب الثقفي روى عنه، وكانت هذه قرينة دالة على أن راوي هذا الحديث هو ابن أبي رائطة، ومما يؤيده أن الطبراني ترجم في معجمه الكبير في مسند عمران بن حصين فقال: عنبسة بن أبي رائطة الغنوي عن الحسن عن عمران، فساق في هذه الترجمة حديثين: أحدهما عن عبدان، عن بندار، عن عبد الوهاب الثقفي، عن عنبسة، عن الحسن، عن عمران: لا قمار في الإسلام. وهذا هو طرف من الحديث المذكور الذي أخرجه أبو داود.

فلنذكر ترجمة الغنوي وهو عنبسة بن أبي رائطة الغنوي الأعور، روى عن الحسن البصري، وروى عنه وهيب بن خالد، وعبد الوهاب الثقفي. ذكره البخاري في تاريخه.

وقال علي ابن المديني في العلل: عنبسة الغنوي الذي روى عن الحسن روى عنه عبد الوهاب الثقفي ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عنبسة الأعور فقال: هو عنبسة بن أبي رائطة وهو عنبسة الغنوي، شيخ روى عنه عبد الوهاب الثقفي أحاديث حسانا، وروى عنه وهيب وليس بحديثه بأس.

ولم يفرق ابن عدي بين عنبسة القطان وعنبسة الغنوي.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وذكر عنبسة بن سعيد القطان في الضعفاء فقال: منكر الحديث، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

وقال الدارقطني: عنبسة بن سعيد القطان بصري متروك.

وقال الساجي: ضعيف يحدث بمناكير، وفرق العقيلي في الضعفاء بين عنبسة بن سعيد القطان، فلم يذكر فيه إلا قول محمد بن المثنى الذي تقدم، وبين عنبسة بن سعيد أخي أبي الربيع السمان، فنقل فيه قول يزيد بن هارون وقول يحيى بن معين، وأورد له حديثا منكرا.

وكذا فرق بينهما ابن أبي حاتم.

وقال الأزدي: عنبسة بن سعيد سيئ المذهب ضعيف.

قال يزيد بن هارون: كان قدريا.

وقال النباتي: ذكر العقيلي بعض هذا في ترجمة عنبسة أخي أبي الربيع السمان، ثم قال الأزدي: كان جماعة ممن يسمى عنبسة في عصر واحد، يقرب بعضهم من بعض، فذكر ممن تكلم فيه: عنبسة شيخ عبد الوهاب الثقفي، وعنبسة بن عبد الرحمن، وابن هبيرة، والقطان، والعطار، وصاحب الطعام، وصاحب المعاريض.

<<  <  ج: ص:  >  >>