للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي: سمعت أحمد يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن إتقانا، وما رأيت أشد تثبتا في الرجال من يحيى، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ. قلت: يا أبا عبد الله يعطى فيأخذ، فقال: أبو نعيم صدوق ثقة، موضع للحجة في الحديث.

وقال الميموني، عن أحمد: ثقة كان يقظان في الحديث عارفا به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يقم غيره، عافاه الله، وأثنى عليه.

وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد يقول: إذا مات أبو نعيم صار كتابه إماما، إذا اختلف الناس في شيء فزعوا إليه.

وقال أبو داود، عن أحمد: كان يعرف في حديثه الصدق.

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين: أي أصحاب الثوري أثبت؟ قال: خمسة؛ يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع، وابن المبارك، وأبو نعيم.

وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين؛ أبي نعيم، وعفان.

قال: وسمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم.

وقال أبو حاتم: سألت علي ابن المديني: من أوثق أصحاب الثوري؟ قال: يحيى وعبد الرحمن ووكيع وأبو نعيم من الثقات.

وقال ابن عمار: أبو نعيم متقن حافظ إذا روى عن الثقات فحديثه أحج ما يكون.

وقال الحسين بن إدريس: خرج علينا عثمان بن أبي شيبة فقال: حدثنا الأسد فقلنا: من هو؟ فقال: الفضل بن دكين.

وقال الآجري: قلت لأبي داود: كان أبو نعيم حافظا؟ قال: جدا.

وقال العجلي: أبو نعيم الأحول كوفي ثقة ثبت في الحديث.

وقال يعقوب بن سفيان: أجمع أصحابنا على أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان.

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن أبي نعيم وقبيصة، فقال: أبو نعيم أتقن الرجلين.

وقال أبو حاتم: ثقة كان يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظا، كان يحرز حديث الثوري ثلاثة آلاف وخمسمائة، وحديث مسعر نحو خمسمائة، كان يأتي بحديث الثوري على لفظ واحد لا يغيره، وكان لا يلقن، وكان حافظا متقنا.

وقال أبو حاتم أيضا: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري، ويحيى الحماني في شريك وعلي بن الجعد في حديثه.

وقال أحمد بن عبد الله الحداد: سمعت أبا نعيم يقول: نظر ابن المبارك في كتبي فقال: ما رأيت أصح من كتابك.

وقال أحمد بن منصور الرمادي: خرجت مع أحمد ويحيى إلى عبد الرزاق أخدمهما، فلما عدنا إلى الكوفة قال يحيى لأحمد: أريد أختبر أبا نعيم، فقال له أحمد: لا نريد، الرجل ثقة. فقال يحيى: لا بد لي، فأخذ ورقة وكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من حديثه، ثم جاؤوا إلى أبي نعيم، فخرج، فجلس على دكان، فأخرج يحيى الطبق، فقرأ عليه عشرة، ثم قرأ الحادي عشر، فقال أبو نعيم: ليس من حديثي اضرب عليه، ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني فقال: ليس من حديثي اضرب عليه، ثم قرأ العشر الثالث، وقرأ الحديث الثالث فانقلبت عيناه، وأقبل على يحيى فقال: أما هذا - وذراع أحمد في يده - فأورع من أن يعمل هذا وأما هذا – يريدني - فأقل من أن يعمل هذا، ولكن هذا من فعلك يا فاعل، ثم أخرج رجله فرفسه فرمى به، وقام فدخل داره، فقال أحمد ليحيى: ألم أقل لك إنه ثبت؟ قال: والله لرفسته أحب إلي من سفرتي.

وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به أحد - أو كبير أحد - مثل ما قاما به: عفان، وأبو نعيم - يعني: بالكلام فيهما؛ لأنهما كانا يأخذان الأجرة من التحديث وبقيامهما عدم الإجابة في المحنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>