اليمامي، ويزيد بن هارون، وأبي زياد الكلابي، وخلق كثير من أقرانه، ومن هو دونه.
روى عنه: سعيد بن أبي مريم المصري وهو من شيوخه، وعباس العنبري، وعباس الدوري، وعبد الله الدارمي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والحارث بن أبي أسامة، وعلي بن عبد العزيز، وابن أبي الدنيا، وأحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وآخرون.
قال علي بن عبد العزيز: ولد بهراة، وكان أبوه سلام عبدا لبعض أهلها، وكان مولى الأزد.
وقال ابن سعد: كان مؤدبا صاحب نحو وعربية وطلب للحديث والفقه، وولي قضاء طرسوس، وصنف كتبا، وسمع الناس منه، وحج، وتوفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال ابن يونس: قدم مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكتب بمصر، وحكي عنه، وذكر وفاته كما قال ابن سعد.
وفيها أرخه غير واحد، وقيل: مات سنة ثلاث، والأول أصح، وقيل: بلغ سبعا وستين سنة.
قال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة عن الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد فقال: الشافعي أفهمهم إلا أنه قليل الحديث، وأحمد أورعهم، وإسحاق أحفظهم، وأبو عبيد أعلمهم بلغات العرب.
وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الحق يحبه الله: أبو عبيد أفقه مني وأعلم مني.
وقال الحسن بن سفيان عن إسحاق نحو ذلك، وزاد: إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.
وقال أبو قدامة، عن أحمد: أبو عبيد أستاذ.
وقال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة.
وقال الآجري، عن أبي داود: ثقة مأمون.
وقال السلمي، عن الدارقطني: ثقة إمام جبل.
وقال الحاكم: هو الإمام المقبول عند الكل.
وقال إبراهيم الحربي: أدركت ثلاثة لن ترى مثلهم أبدا، تعجز النساء أن يلدن مثلهم؛ رأيت أبا عبيد ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه الروح.
وقال أيضا: كان يحسن كل شيء إلا الحديث، فإنها صناعة أحمد، ويحيى، كان أبو عبيد يؤدب ثم اتصل بثابت بن مالك الخزاعي فولاه قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة، فاشتغل عن كتابة الحديث، كتب في حداثته عن هشيم وغيره، فلما احتاج إلى التصنيف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن صالح، وهشام بن عمار وليس له كتاب مثل غريب المصنف، وأضعفها كتاب الأموال يعني لقلة ما فيها.
وعن بعض كتابه في الأموال من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده، والأحاديث التي فيها خطأ أتي فيها من أبي عبيدة معمر بن المثنى.
وقال الطبراني، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت كتاب غريب الحديث لأبي عبيد على أبي فاستحسنه، وقال: جزاه الله خيرا.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلا في دينه وفي علمه، مقدما في أصناف من علوم الإسلام، حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدا من الناس طعن فيه.
وقال أحمد بن يوسف التغلبي: لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه، وقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يخرج إلى طلب المعاش، فأجرى له في كل شهر مالا.
وقال هلال بن العلاء الرقي: من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي تفقه في الحديث، وبأحمد ثبت في المحنة، وبابن معين نفى الكذب عن الحديث، وبأبي عبيد فسر الغريب.
وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه: كان أبو عبيد ذا دين وفضل وستر ومذهب حسن، روى الناس من كتبه المصنفة في القرآن والفقه والغريب والأمثال وغير ذلك بضعا وعشرين كتابا، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد، وقد سبق إلى جميع مصنفاته، ثم ذكر من سبقه إلى