للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحاكم: سمع بمصر، والحجاز، والشام، والبصرة، ثم قال: روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن إسحاق الصاغاني.

قال: وسمعت دعلج بن أحمد يقول: حدثني بعض الفقهاء من أصحاب داود أنهم حضروا مجلس داود بن علي يوما ببغداد، فدخل عليه المجلس رجل جلس آخر الناس، ثم إنه كلم داود بن علي، فتعجب من حسن كلامه فقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي؟ قال: نعم، فقام داود بنفسه إليه وأخذ بيده حتى أجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.

قال: وسمعت أبا زكريا العنبري يقول: شهدت جنازة حسين القباني سنة (٢٨٩)، فصلى عليه أبو عبد الله يعني: البوشنجي، فلما انصرف قدمت دابته، فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وابن خزيمة بركابه، والجارودي وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحدا منهم.

قال: وسمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يعني: ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله البوشنجي من البخل في العلم ما كان - وكان يعلمني - ما خرجت إلى مصر.

وقال أبو الحسين بن المظفر الحافظ: كان صاحب حديث، فارها كيسا.

وقيل: إن ابن خزيمة سئل عن مسألة يوم مات فقال: لا أفتي حتى يوارى في لحده.

وقال أبو أحمد بن أبي أسامة: كان من أفصح الناس.

قال الحاكم: وسمعت أبا بكر بن جعفر يقول: سمعت البوشنجي يقول للمستملي: الزم لفظي، وخلاك ذم.

وقال أبو عمرو محمد بن أحمد الضرير الفقيه: حضرت البوشنجي بمرو فقال: أسألك عن مسألة؟ فقلت: مثل الشيخ لا يسأل مثلي. فقال: صدقت أنا روباس الناس من الشاش إلى مصر. ثم قال: أتدري ما الروباس؟ قلت: لا، قال: الآلة التي يميز بها جيد الفضة وخبيثها.

وقال الحاكم: سمعت أبا زكرياء العنبري يقول: قال لي أبو عبد الله في شيء: أحسنت، ثم التفت إلي أبي فقال: قد قلت لابنك: أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح به.

وقال ابن بجيد: كان من الكرم بحيث لا يوصف.

قال (١): وكان يقول: من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم على أن يكذب على الله ورسوله.

قال ابن حبان: مات أول يوم من المحرم سنة تسعين ومائتين، وصلى عليه ابن خزيمة.

وقال آخرون: مات سنة (٩١).

وقيل: كان مولده سنة (٢٠٤)، ومات سلخ ذي الحجة سنة (٩٠)، ودفن أول يوم من المحرم سنة إحدى.

روى البخاري في آخر تفسير سورة البقرة عن محمد غير منسوب، عن النفيلي، عن مسكين بن بكير، عن شعبة، عن خالد، عن مروان، عن ابن عمر حديثا. فقيل إنه الذهلي. وقيل: البوشنجي، قاله الحاكم، قال: وهذا الحديث مما أملاه البوشنجي بنيسابور، حكاه الكلاباذي عن الحاكم.

قلت: وقال الحاكم في تاريخه: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يعني: ابن الأخرم يقول: روى أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن البوشنجي حديثا في الجامع.

وقال الحاكم أيضا: قال دعلج: سمعت البوشنجي يقول، وأشار إلى ابن خزيمة فقال: محمد بن إسحاق أكيس، وأنا لا أقول هذا لأبي ثور، قال: وحدث يوما بحديث عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، فقال أبو بكر بن علي: وهو الحزامي، فقال: اسكت يا صبي كأني لا أميز بينهما وبين قبائلهما.

قال الحاكم: وسمعت أبا الوليد يقول: حضرنا مجلس البوشنجي فسأله أبو علي الثقفي عن مسألة، فأجاب فيها بجواب، فقال له أبو علي: يا أبا عبد الله، كأنك تقول في هذه المسألة بقول أبي عبيد، فقال: يا هذا، لم يبلغ بنا من التواضع إلى أن نقول بقول أبي عبيد. انتهى.


(١) ظاهر العبارة أن الراوي هو ابن بجيد، ولكن الراوي كما في تهذيب الكمال ٢٤/ ٣١٣ هو أبو النضر محمد بن بن يوسف الطرسوسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>