وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا.
قال عبد الله: قدم علينا محمد بن حميد حيث كان أبي بالعسكر فلما خرج قدم أبي، وجعل أصحابه يسألونه عنه فقال لي: ما لهؤلاء؟ قلت: قدم هاهنا فحدثهم بأحاديث لا يعرفونها. قال لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم، فأريته إياه، فقال: أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فصحيح، وأما حديثه عن أهل الري فهو أعلم.
وقال أبو قريش محمد بن جمعة: كنت في مجلس الصاغاني فحدث عن ابن حميد، فقلت: تحدث عن ابن حميد؟ فقال: وما لي لا أحدث عنه، وقد حدث عنه أحمد ويحيى، قال: وقلت لمحمد بن يحيى الذهلي: ما تقول في محمد بن حميد؟ قال: ألا تراني هو ذا أحدث عنه.
وقال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين فقال: ثقة لا بأس به رازي كيس.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد، عن ابن معين: ثقة، وهذه الأحاديث التي يحدث بها ليس هو من قبله إنما هو من قبل الشيوخ الذين يحدث عنهم.
وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول: ابن حميد ثقة، كتب عنه يحيى، وروى عنه من يقول فيه هو أكبر منهم.
وقال أبو حاتم الرازي: سألني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر، فقال: أي شيء ينقمون منه؟ فقلت: يكون في كتابه شيء فيقول: ليس هذا هكذا، فيأخذ القلم فيغيره. فقال: بئس هذه الخصلة، قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ففرقنا الأوراق بيننا، ومعنا أحمد فسمعناه، ولم نر إلا خيرا.
وقال يعقوب بن شيبة: محمد بن حميد كثير المناكير.
وقال البخاري: في حديثه نظر.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الجوزجاني: رديء المذهب غير ثقة.
وقال فضلك الرازي: عندي عن ابن حميد خمسون ألفا لا أحدث عنه بحرف.
وقال إسحاق بن منصور الكوسج: قرأ علينا محمد بن حميد كتاب المغازي عن سلمة، فقضي أني صرت إلى علي بن مهران فرأيته يقرأ كتاب المغازي عن سلمة. فقلت له: قرأ علينا محمد بن حميد، قال: فتعجب علي، وقال: سمعه محمد بن حميد مني.
وقال صالح بن محمد الأسدي: كان كل ما بلغه عن سفيان يحيله على مهران، وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن أبي قيس، ثم قال: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه.
وقال في موضع آخر: كانت أحاديثه تزيد، وما رأيت أحدا أجرأ على الله منه، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض.
وقال أيضا: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد، كان يحفظ حديثه كله.
وقال جعفر بن محمد بن حماد: سمعت محمد بن عيسى الدامغاني يقول: لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلي جميع ما سمع، فأخرج إلي جزازات فأحصيت جميع ما فيه ثلاث مائة ونيفا وستين حديثا. قال جعفر: وأخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر ألف حديث.
وقال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومى بإصبعه إلى فمه. فقلت له: كان يكذب؟ فقال برأسه نعم. فقلت له: كان قد شاخ لعله كان يعمل عليه، ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني كان يتعمد.
وقال أبو نعيم بن عدي: سمعت أبا حاتم الرازي في منزله، وعنده ابن خراش، وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم، فذكروا ابن حميد فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين.
وقال أبو حاتم: حضرت محمد بن حميد، وعنده عون بن جرير، فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر، فقال عون: ليس هذا الشعر في الحديث إنما هو من كلام أبي، فتغافل ابن حميد، ومر فيه.
وقال أبو العباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيى