للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحديث من الزهري.

وقال الليث، عن جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ فذكر سعيد بن المسيب، وعروة، وعبيد الله بن عبد الله، قال عراك: وأعلمهم عندي جميعا ابن شهاب؛ لأنه جمع علمهم إلى علمه.

وقال عبد الرزاق، عن معمر: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه.

قال معمر: وإن الحسن وضرباءه لأحياء يومئذ.

وقال عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول: ما بقي على ظهرها أعلم بسنة ماضية من الزهري.

وقال أبو صالح، عن الليث: ما رأيت عالما أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علما منه، لو سمعته يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن الأنساب لقلت: لا يعرف إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه نوعا جامعا.

وقال ابن أبي مريم، عن الليث: قال الزهري: ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري، ولا بذله بذلي.

وقال ابن مهدي، عن وهيب بن خالد: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا أعلم من الزهري. فقال له صخر بن جويرية: ولا الحسن؟ قال: ما رأيت أعلم من الزهري.

وكذا قال أبو بكر الهذلي.

وقال إبراهيم بن سعد بن إبراهيم: قلت لأبي: بما فاقكم ابن شهاب؟ قال: كان يأتي المجالس من صدورها، ولا يلقى في المجلس كهلا إلا ساءله، ولا شابا إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار، فلا يلقى شابا إلا ساءله، ولا كهلا، ولا عجوزا، ولا كهلة إلا ساءلها حتى يحاول ربات الحجال.

وقال سعيد بن عبد العزيز: سأل هشام بن عبد الملك الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب، فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم إن هشاما قال له: إن ذلك الكتاب قد ضاع، فدعا الكاتب، فأملاها عليه، ثم قابله هشام بالكتاب الأول، فما غادر حرفا.

وقال عبد الرزاق، عن معمر: ما رأيت مثل الزهري في الفن الذي هو فيه.

وقال مالك: كان من أسخى الناس.

قال أبو داود، عن أحمد بن صالح: يقولون: إن مولده سنة خمسين.

وقال خليفة: ولد سنة إحدى وخمسين.

وقال يحيى بن بكير: سنة ست.

وقال الواقدي: سنة ثمان.

وكان وفاته سنة ثلاث وعشرين قاله ضمرة بن ربيعة.

وقال القطان وغير واحد: مات سنة ثلاث أو أربع.

وقال أبو عبيدة، وابن المديني، وعمرو بن علي: في آخر سنة أربع.

زاد الزبير بن بكار: في رمضان وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.

وقال ابن يونس وغيره: مات في رمضان سنة خمس وعشرين ومائة.

قلت: قال أحمد بن حنبل: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر، إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث، فيقول معمر وأسامة عنه: سمعت عبد الرحمن، ولم يصنعا عندي شيئا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين قال: قال أحمد بن صالح: لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب بن مالك، إنما يروي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب.

وقال أبي: لم أختلف أنا وأبو زرعة وجماعة أصحابنا أن الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان، قيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابوري كان يقول: قد سمع. فقال: محمد بن يحيى كان بابه السلامة، الزهري لم يسمع من أبان شيئا، لا أنه لم يدركه، قد أدركه وأدرك من هو أكبر منه، ولكن لا يثبت له السماع منه، كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة، وإن كان قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاقهم على الشيء يكون حجة.

وعن أحمد قال: لم يسمع الزهري من عبد الله بن عمر.

وقال أبو حاتم: لا يصح سماعه من ابن عمر، رآه ولم يسمع منه، ورأى عبد الله بن جعفر ولم يسمع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>