وقال أبو بكر الشافعي: سمعت جعفرا الطيالسي يقول: الكديمي ثقة، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون.
قال: وسمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم يقول: تسألوني عن الكديمي؟ هو أكبر مني، وأكثر علما، ما علمت إلا خيرا.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن المعرفة، حسن الحديث، ما وجد عليه إلا صحبته سليمان الشاذكوني.
وقال ابن خزيمة: كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى، وبندار.
وقال أحمد بن عبيد: سألت إبراهيم بن ديزيل عنه، فقال: كنت أراه بالبصرة يأتي المجالس يذاكر. زاد غيره عن إبراهيم قال: رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم.
وقال أبو عمرو بن حمدان: سمعت عبدان، وسئل عن الكديمي، فقال: رجل معروف بالطلب والسماع، فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير فسمعته منه، يعني تفسير روح بن عبادة.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: كتبنا عنه والناس عندنا أحياء، ثم بلغنا كلام أبي داود فيه فتركناه.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان، وفي محمد بن يونس يطلق عليهما الكذب.
وقال أبو بكر بن وهب التمار: ما أظهر أبو داود تكذيب أحد إلا الكديمي، وغلام خليل.
وقال أبو سهل بن زياد القطان: كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من الكديمي، وقال: تقرب إلي بالكذب، قال لي: كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي، قال موسى: لم يحدث أبي عن محمد بن القاسم قط.
قال الخطيب: هذا لا حجة فيه على تكذيب الكديمي، لاحتمال أن يكون هارون سمع من محمد بن القاسم ولم يحدث عنه.
وقال محمد بن قريش المروروذي: دخلت على موسى بن هارون منصرفي من مجلس الكديمي، فقال لي: ما الذي حدثكم الكديمي اليوم؟ فقلت: حدثنا عن شاصونة بن عبيد يعني بحديث مبارك اليمامة، فقال موسى بن هارون: أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد، فنقل هذا الكلام إلى الكديمي، فلما كان من الغد خرج فجلس علي الكرسي، فقال: بلغني أن هذا الشيخ تكلم في ونسبني إلى أني حدثت عمن لم يخلق بعد، وقد عقدت بيني وبينه عقدة لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار، قال: فانتهى الخبر إلى موسى، فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير.
وقال عثمان بن جعفر العجلي: لما أملى الكديمي حديث شاصونة استعظمه الناس، فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن فقالوا: دخلنا قرية يقال: لها الجردة، فلقينا فيها شخصا فسألناه: عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. قلنا: ما اسمك؟ قال: محمد بن شاصونة، فكتبنا عنه، فأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
وقد روى هذا الحديث ابن جميع في معجمه عن العباس بن محبوب، عن عثمان بن شاصونة، عن أبيه، عن جده.
وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الضبي قال لأبي عبد الله بن يعقوب: قد أكثرت عن الكديمي، فقال: سمعت الكديمي يوما، وبكى، وقال: أَلا من رماني بالكفر والزندقة، فهو من قبلي في حل، إِلا من رماني بالكذب في الحديث، فإني خصمه بين يدي الله تعالى.
وقال الدارقطني: قال لي أبو بكر بن المطلب الهاشمي: كنا عند القاسم بن المطرز، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة، فمر في كتابه حديث عن الكديمي، فامتنع عن قراءته، فقام إليه محمد بن عبد الجبار، وكان قد أكثر عن الكديمي، فقال: أيها الشيخ أحب أن تقرأ، فأبى، وقال: أنا أجاثيه بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وأقول: إن هذا يكذب على رسولك وعلى العلماء.
وقال حمزة السهمي: سمعت الدارقطني يقول: كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.