وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لدحيم: حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي ﵌، قال: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، الحديث، فقال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية، يعني أن إسناده مقلوب. قال أبو زرعة: وقلت لابن معين في هذا الحديث فأنكره، قلت: فمن أين يؤتى؟ قال شبه له.
وقال محمد بن علي المروزي: سألت يحيى بن معين عنه فقال: ليس له أصل، قلت: فنعيم؟ قال: ثقة، قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له.
وقال ابن عدي بعد أن أورد هذا الحديث من رواية سويد بن سعيد عن عيسى: هذا إنما يعرف بنعيم بن حماد، رواه عن عيسى بن يونس، فتكلم الناس فيه، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له: الحكم بن المبارك، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري: كل من حدث به عن عيسى بن يونس، غير نعيم بن حماد، فإنما أخذه من نعيم، وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من أهل العلم بالحديث، إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب، بل كان ينسبه إلى الوهم.
وقال صالح بن محمد الأسدي في حديث شعيب عن الزهري: كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية في الأمراء من قريش، والزهري إذا قال: كان فلان يحدث، فليس هو سماعا، قال: وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوية نحوه، وليس لهذا الحديث أصل [ولا يعرف من حديث] ابن المبارك، ولا أدري من أين جاء به نعيم، وكان نعيم يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها.
قال: وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة.
وقال الآجري عن أبي داود: عند نعيم نحو عشرين حديثا عن النبي ﵌، ليس لها أصل.
وقال النسائي: نعيم ضعيف.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة.
وقال أبو علي النيسابوري: سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن، ثم قيل له في قبول حديثه، فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في حد من لا يحتج به.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ ووهم.
وقال ابن عدي: قال لنا ابن حماد، يعني الدولابي: نعيم يروي عن ابن المبارك. قال النسائي: ضعيف. وقال غيره: كان يضع الحديث في تقوية السنة، وحكايات في ثلب أبي حنيفة، كلها كذب.
قال ابن عدي: وابن حماد متهم فيما يقوله لصلابته في أهل الرأي.
وأورد له ابن عدي أحاديث مناكير، وقال: ولنعيم غير ما ذكرت، وقد أثنى عليه قوم وضعفه قوم، وكان أحد من يتصلب في السنة، ومات في محنة القرآن في الحبس، وعامة ما أنكر عليه هو الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما.
وقال محمد بن سعد: طلب الحديث كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة المعتصم، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وقال أبو سعيد بن يونس: حمل من مصر إلى العراق في المحنة، فأبى أن يجيبهم فسجن فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد، لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان، وكان يفهم الحديث، وروى أحاديث مناكير عن الثقات.
وقال أبو القاسم البغوي، وابن عدي: مات سنة تسع وعشرين.
قلت: وممن ذكر وفاته سنة ثمان أبو محمد بن أبي حاتم عن أبيه، وهو الصواب.