عن قوم لا يعرفون، ولا يضبطون.
وقال في موضع آخر: ما له عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق إذا حدث عن الثقات، فهو ثقة.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به، وهو أحب إلي من إسماعيل بن عياش.
وقال النسائي: إذا قال: حدثنا وأخبرنا، فهو ثقة، وإذا قال: عن فلان، فلا يؤخذ عنه، لأنه لا يدرى عمن أخذه.
وقال ابن عدي: يخالف في بعض رواياته عن الثقات، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط، وإذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لا منه، وبقية صاحب حديث، ويروي عن الصغار والكبار، ويروي عنه الكبار من الناس، وهذه صفة بقية.
وقال أبو مسهر الغساني: بقية ليست أحاديثه نقية، فكن منها على تقية.
قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة (١١٠).
وقال ابن سعد، وغير واحد: مات سنة (١٩٧).
قلت: وقال إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: سنة (٩٨).
وروى له مسلم حديثا واحدا شاهدا متنه: من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب.
وقال الدارقطني: أهل الحديث يقولون في كنيته: أبو يحمد - بفتح الياء - والصواب: بضمها.
وقال حيوة: سمعت بقية يقول: لما قرأت على شعبة أحاديث بجير بن سعد قال لي: يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا منك لطرت.
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: روى بقية عن عبيد الله بن عمر مناكير.
وقال الجوزجاني: رحم الله بقية ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذ، وإذا حدث عن الثقات فلا بأس به.
وقال حجاج بن الشاعر، وسئل ابن عيينة عن حديث، فقال: [هو] أبو العجب، أخبرنا! بقية بن الوليد، أخبرنا!
وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية، حدثني أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمت من أين أتي، قلت: أتي من التدليس.
وقال ابن حبان: لم يسبر أبو عبد الله شأن بقية، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها، ولعمري إنه موضع الإنكار، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان، ولقد دخلت حمص وأكبر همي شأن بقية، فتتبعت أحاديثه، وكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو يعني بنزول، فرأيته ثقة مأمونا، ولكنه كان مدلسا دلس عن عبيد الله بن عمر، ومالك، وشعبة، ما أخذه عن مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم، فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم، فكان يقول: قال عبيد الله، وقال مالك، فحملوا عن بقية عن عبيد الله، وعن بقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما، فألزق الوضع ببقية، وتخلص الواضع من الوسط، وامتحن بقية بتلاميذ له كان يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، فالتزق ذلك كله به.
وأورد ابن حبان له عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أحاديث، منها: تربوا الكتاب.
ومنها: من أدمن على حاجبيه بالمشط عوفي من الوباء.
ومنها: إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى فرجها، فإن ذلك يورث العمى.
وقال: هذه من نسخة موضوعة كتبناها، يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عنه، فالتزق ذلك به.
وقال العقيلي: صدوق اللهجة إلا أنه يأخذ عمن أقبل وأدبر، فليس بشيء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ثقة في حديثه إذا حدث عن الثقات بما يعرف، لكنه ربما روى عن أقوام مثل الأوزاعي، والزبيدي، وعبيد الله العمري أحاديث شبيهة بالموضوعة، أخذها عن محمد بن عبد الرحمن، ويوسف بن السفر، وغيرهما من الضعفاء، ويسقطهم من الوسط، ويرويها عمن