للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرأى الحسن والناس حوله جلوس فأتاه فسلم عليه.

وقال أبو عوانة، عن قتادة: ما جالست فقيها قط إلا رأيت فضل الحسن عليه.

وقال أيوب: ما رأت عيناي رجلا قط كان أفقه من الحسن.

وقال غالب القطان عن بكر المزني: من سره أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه، فلينظر إلى الحسن، فما أدركنا الذي هو أعلم منه.

وقال يونس بن عبيد: إن كان الرجل ليرى الحسن لا يسمع كلامه، ولا يرى عمله، فينتفع به.

وقال حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، وحميد الطويل: رأينا الفقهاء، فما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن.

وقال الحجاج بن أرطاة: سألت عطاء بن أبي رباح، فقال لي: عليك بذاك - يعني الحسن -، ذاك إمام ضخم يقتدى به.

وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس: اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.

وقال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر - يعني الباقر - قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.

وقال هشيم، عن ابن عون: كان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس، وعبد الله بن مغفل، وعمرو بن تغلب، قال عبد الرحمن: فذكرته لأبي، فقال: قد سمع من هؤلاء الأربعة، ويصح له السماع من أبي برزة، ومن غيرهم، ولا يصح له السماع من جندب، ولا من معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة.

وقال همام بن يحيى، عن قتادة: والله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة.

وقال ابن المديني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها.

وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن: قال رسول الله ، وجدت له أصلا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث.

وقال محمد بن سعد: كان الحسن جامعا عالما رفيعا فقيها ثقة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم، فصيحا جميلا وسيما، وكان ما أسند من حديثه، وروى عمن سمع منه فهو حجة، وما أرسل فليس بحجة.

وقال حماد بن زيد، عن هشام بن حسان: كنا عند محمد - يعني ابن سيرين - عشية يوم الخميس فدخل عليه رجل بعد العصر فقال: مات الحسن. قال: فترحم عليه محمد وتغير لونه، وأمسك عن الكلام.

قال ابن علية، والسري بن يحيى: مات سنة (١١٠). زاد ابن علية: في رجب.

وقال ابنه عبد الله: هلك أبي وهو ابن نحو من (٨٨) سنة.

قلت: سئل أبو زرعة: هل سمع الحسن أحدا من البدريين؟ قال: رآهم رؤية، رأى عثمان، وعليا. قيل: هل سمع منهما حديثا؟ قال: لا، رأى عليا بالمدينة، وخرج علي إلى الكوفة والبصرة، ولم يلقه الحسن بعد ذلك.

وقال الحسن: رأيت الزبير يبايع عليا.

وقال علي ابن المديني: لم ير عليا إلا إن كان بالمدينة وهو غلام، ولم يسمع من جابر بن عبد الله، ولا من أبي سعيد، ولم يسمع من ابن عباس، وما رآه قط كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة.

وقال أيضا في قول الحسن: خطبنا ابن عباس بالبصرة قال: إنما أراد خطب أهل البصرة كقول ثابت: قدم علينا عمران بن حصين.

وكذا قال أبو حاتم.

وقال بهز بن أسد: لم يسمع الحسن من ابن عباس، ولا من أبي هريرة، ولم يره، ولا من جابر، ولا من أبي سعيد الخدري، واعتماده على كتب سمرة.

قال السائل: فهذا الذي يقوله أهل البصرة سبعون بدريا. قال: هذا كلام السوقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>