وإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله، ثم أنتم. رواه الخطيب بسند صحيح إلى يحيى.
وقال يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث: بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.
وقال شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله ﷺ وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.
وعن عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله ﷺ في بيتي، فنزل جبريل فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومى بيده إلى الحسين. فبكى رسول الله ﷺ وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله ﷺ: وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول الله ﷺ وقال: ريح كرب وبلاء وقال: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم، وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
وفي الباب عن عائشة وزينب بنت جحش، وأم الفضل بنت الحارث، وأبي أمامة، وأنس بن الحارث، وغيرهم.
وقال عمار الدهني: مر علي على كعب فقال: يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد ﷺ، فمر حسن فقالوا: هذا؟ قال: لا. فمر حسين فقالوا: هذا؟ قال: نعم.
وقال ابن سعد: أخبرنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان - يعني الأعمش -، حدثنا أبو عبد الله الضبي قال: دخلنا على ابن هرثم الضبي حين أقبل من صفين وهو مع علي، فقال: أقبلنا مرجعنا من صفين، فنزلنا كربلاء، فصلى بنا علي صلاة الفجر، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
وقال إسحاق بن سليمان الرازي: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيان، عن قدامة الضبي، عن خرداء بنت سمير، عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة فصلى إليها، فأخذ تربة من الأرض فشمها، ثم قال: واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. قال: فقفلنا من غزاتنا، وقتل علي، ونسيت الحديث. قال: فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث، فتقدمت على فرس لي فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله، وحدثته الحديث، قال: معنا أو علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك تركت عيالا وتركت، قال: إما لا فول في الأرض هاربا، فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم. قال: فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي علي مقتله.
وقال أبو الوليد أحمد بن جناب المصيصي: حدثنا خالد بن يزيد بن أسد، حدثنا عمار بن معاوية الدهني قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: حدثني بقتل الحسين حتى كأني حضرته. قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة، فأرسل إلى حسين بن علي ليأخذ بيعته فقال: أخرني. ورفق بي فأخره، فخرج إلى مكة، فأتاه رسل أهل الكوفة: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا، قال: وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، فبعث الحسين بن علي إلى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه، فقال له: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إلي، فإن كان حقا قدمت إليهم، فخرج مسلم حتى أتى المدينة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش، فمات أحد الدليلين، وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه، فأبى أن يعفيه، وكتب إليه أن امض إلى الكوفة، فخرج حتى قدمها، فنزل على رجل من أهلها يقال له: عوسجة، فلما تحدث أهل الكوفة بقدومه