(وَكَهْلًا) أي: يكلمهم في المهد كما يكلمهم في الكهولة.
• قال الزمخشري: معناه يكلم الناس في هاتين الحالتين كلام الأنبياء من غير تفاوت بين حال الطفولة وحال الكهولة.
• قال أبو مسلم: معناه أنه يكلم حال كونه في المهد، وحال كونه كهلاً على حد واحد وصفة واحدة وذلك لا شك أنه غاية في المعجزة.
• وقال بعض العلماء: وفائدة الآية أنه أعلمهم أن عيسى -عليه السلام- يكلمهم في المهد ويعيش إلى أن يكلمهم كهلاً، إذ كانت العادة أن
من تكلم في المهد لم يعش.
• قال الأصم: المراد منه أنه يبلغ حال الكهولة.
(وَمِنَ الصَّالِحِينَ) الذين صلحت أعمالهم وعقائدهم وأقوالهم لله تعالى.
• قال الطبري (ومن الصالحين) فإنه يعني: من عِدَادهم وأوليائهم، لأنّ أهل الصلاح بعضهم من بعض في الدين والفضل (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) أي: قالت ذلك متعجبة.
(وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) أي: ولست بذات زوج، ولا من عزمي أن أتزوج، ولست بغياً؟ حاشا لله.
• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (قالت رب أنّى يكون لي ولد) في علة قولها هذا قولان:
أحدهما: أنها قالت هذا تعجباً واستفهاماً، لا شكاً وإنكاراً، على ما أشرنا إليه في قصة زكريا، وعلى هذا الجمهور.
والثاني: أن الذي خاطبها كان جبريل، وكانت تظنه آدمياً يريد بهاً سوءاً، ولهذا قالت (أعوذ بالرحمن منك إِن كنت تقياً).
• قال تعالى في سورة مريم (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) أي دلالة وعلامة للناس على قدرة بارئهم وخالقهم الذي نوع في خلقهم.
• قال ابن القيم: خلق هذا النوع الإنساني على أربعة أضرب:
لا من ذكر ولا من أنثى، كآدم.
من ذكر بلا أنثى، كحواء.
من أنثى بلا ذكر، كالمسيح.
من ذكر وأنثى، كسائر النوع.