(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ) الظاهر أن المراد بالكتاب هاهنا الكتابة، قاله ابن كثير، واختار هذا ابن جرير الطبري.
• قال ابن عطية: (ويعلمه الكتاب) هو الخط باليد فهو مصدر كتب يكتب. هذا قول ابن جريج وجماعة المفسرين، وقال بعضهم: هي إشارة إلى كتاب منزل لم يعين وهذه دعوى لا حجة عليها.
(وَالْحِكْمَةَ) قيل: المراد بالحكمة هنا تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق.
وقيل: المراد بها هنا السنة، واختاره ابن جرير.
وقيل: سنن الأنبياء عليهم السلام.
وقيل: الصواب في القول والعمل.
• من حكم عيسى -عليه السلام-:
كما ترك لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم بالدنيا.
لا يصيب أحد حقيقة الإيمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا.
يا معاشر الحواريين إن خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة، ويباعدان من زهرة الدنيا.
يا ابن آدم الضعيف اتّق الله حيثما كنت، وكل كسرتك من حلال، واتخذ المسجد بيتاً، وكن فيه الدنيا ضعيفاً، وعوّد نفسك البكاء، وقلبك التفكر، وجسدك الصبر، ولا تهتم برزقك غداً فإنها خطيئة تكتب عليك.
أصل كل خطيئة حب الدنيا. ورب شهوة أورثت أهلها حزناً طويلاً.
اعبروا الدنيا ولا تعمروها، وحب الدنيا رأس كل خطيئة، والنظر يزرع في القلب الشهوة.
حب الدنيا أصل كل خطيئة، والمال فيه داء كبير. قالوا: وما داؤه؟ قال: لا يسلم من الفخر والخيلاء. قالوا: فإن سلم؟ قال: يشغله اصلاحه عن ذكر الله.
وأخرج البيهقي عن مالك بن دينار قال: قالوا لعيسى -عليه السلام- يا روح الله ألا نبني لك بيتا؟ قال: بلى. ابنوه على ساحل البحر قالوا: إذن يجيء الماء فيذهب به قال: أين تريدون؟ تبنون لي على القنطرة؟
مرت امرأة على عيسى -عليه السلام- فقالت: طوبى لثدي أرضعك، وحجر حملك، فقال عيسى -عليه السلام-: طوبى لمن قرأ كتاب الله ثم عمل بما فيه.
الخمر مفتاح كل شر، والنساء حبالة الشيطان.
وقال لأحبار بني إسرائيل: لا تكونوا للناس كالذئب السارق، وكالثعلب الخدوع، وكالحدأ الخاطف.
يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني على موج البحر داراً؟ قالوا: يا روح الله ومن يقدر على ذلك! قال: إياكم والدنيا فلا تتخذوها قراراً.
طوبى لمن خزن لسانه، ووسعه بيته، وبكى من ذكر خطيئته. استحي مني.
(وَالتَّوْرَاةَ) وهو الكتاب الذي أنزله الله على موسى بن عمران.
(وَالْإِنْجِيلَ) وهو الذي أنزله الله على عيسى -عليه السلام-، وقد كان عيسى -عليه السلام-، يحفظ هذا وهذا.
(وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ) أي: و يجعله رسولاً إلى بني إسرائيل، قائلا لهم:
(أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) أي: جئتكم بعلامة تدل على صدقي، وهي ما أيدني الله من المعجزات.
• المراد بالآية الجنس لا الفرد لأنه تعالى عدد ههنا أنواعاً من الآيات، وهي إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، والإخبار عن
المغيبات فكان المراد من قوله (قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مّن رَّبّكُمْ) الجنس لا الفرد.