للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) أمر بالاعتصام بحبل الله.

وقد اختلف في المراد بحبل الله:

فقيل: أي: بعهد الله.

وقيل: بحبل الله، أي: القرآن.

وقيل: المراد به الجماعة.

وقيل: إنه إخلاص الله.

• قال السمرقندي: قال بعض الحكماء: إن مثل من في الدنيا، كمثل من وقع في بئر، فيها من كل نوع من الآفات، فلا يمكنه أن يخرج منها والنجاة من آفاتها إلا بحبل وثيق، فكذلك الدنيا دار محنة، وفيها كل نوع من الآفات، فلا سبيل إلى النجاة منها إلا بالتمسك بحبل وثيق، وهو كتاب الله تعالى.

(وَلا تَفَرَّقُوا) أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة.

وقد وردت الآيات الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف.

قال تعالى (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ).

وقال تعالى (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيد).

وقال تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

وقال تعالى (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).

عن أبي هريرة؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (إنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضى لَكُمْ: أنْ تَعْبدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاهُ اللهُ أمْرَكُمْ؛ وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: قيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضَاعَةَ الْمَال) متفق عليه.

وعنه. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- ( … ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا).

وعن أبي مسعود قال (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم). رواه مسلم

وعن جندب. عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفت فقوموا عنه).

وعن عبادة. قال (خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى

فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).

<<  <  ج: ص:  >  >>