• وفي الختام: لا يأمن أحد على نفسه من الانتكاس بعد الهداية ولهذا نسأل الله دائما الثبات حينما نقول: يا مثبت القلوب ثبت قلبنا على دينك … اللهم آمين.
• قال ابن القيم: لما كان العبد لا ينفك عن الهوى ما دام حياً فإن هواه لازم له كان الأمر بخروجه عن الهوى بالكلية كالممتنع، ولكن المقدور له والمأمور به أن يصرف هواه عن مراتع الهَلَكة، إلى مواطن الأمن والسلامة؛ مثاله: أن الله لم يأمره بصرف قلبه عن هوى النساء جملة؛ بل أمره بصرف ذلك إلى نكاح ما طاب له منهن من واحدة إلى أربع، ومن الإماء ما شاء، فانصرف مجرى الهوى من محل إلى محل، وكانت الريح دبوراً فاستحالت صباً. [روضة المحبين ١١].
وفي الحديث (الولد ثمرة القلب، وإنه مجبنة مبخلة محزنة) أي: يجبن أبوه عن الجهاد خوف ضيعته، ويمتنع أبوه من الإنفاق في الطاعة
خوف فقره، ويحزن أبوه لمرضه خوف موته، وقد قال تعالى (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)، وقيل لبعض النساك: ما بالك لا تبتغي ما كتب الله لك؟ قال: سمعاً لأمر الله، ولا مرحباً بمن عاش فتنني، وإن مات أحزنني. يريد قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).