قال تعالى (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) يقول تعالى مخبراً عن الأزواج والأولاد: أن منهم من هو عدو الزوج والوالد، بمعنى: أنه يلتهي به عن العمل الصالح كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
• قال مجاهد: يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه، فلا يستطيع مع حبه إلا أن يطيعه.
• قال ابن القيم: وليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة، بل هي عداوة المحبة الصادقة للآباء عن الهجرة والجهاد وتعلم العلم والصدقة وغير ذلك من أمور الدين وأعمال البر … وما أكثر ما فات العبد من الكمال والفلاح بسبب زوجته وولده.
• بعض الأبناء وبعض الأزواج أعداء لوالديهم، فيحملونهم على معصية الله، ويثبطونهم عن طاعة الله، فقد يتساهل الأزواج والوالدان في ترك بعض الواجبات كترك الهجرة والجهاد وغير ذلك، أو في ارتكاب بعض المنهيات مجاراة لأزواجهم وأولادهم ونزولاً عند رغباتهم فتحملهم العاطفة أو طلب رضاهم على تقديم محبتهم ورضاهم على محبة الله ورضاه.
• والآية عامة في كل معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد.
فوق ل الله تعالى (عَدُوّاً لَّكُمْ) العدو من يريد لك الشر أو يحملك عليه، أو يكون سبباً في منع الخير عنك عن قصد منه أو عن غير قصد (فَاحْذَرُوهُمْ) على دينكم، أن يضروكم في دينكم، أو توافقوهم على رغباتهم فيما لا يرضي الله، والحذر: الاحتراز والحيطة من الشيء المخيف
• قال الشوكاني: وخص البنين دون البنات؛ لعدم الاطراد في محبتهن.
(وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) أي: الأموال الكثيرة المكدّسة من الذهب والفضة، وإنما كان المال محبوباً لأنه يحصل به غالباً الشهوات، والمرء يرتكب الأخطار في تحصيله.
• القناطير: جمع قنطار وهو العُقدة الكثيرة من المال، أو المال الكثير الذي لا يحصى، والمقنطرة: المضعّفة، وهو للتأكيد كقولك ألوف مؤلفة وأضعاف مضاعفة، قاله الطبري.
ورجح القول بأن (المقنطرة) المضعفة: الثعلبي، والواحدي، وابن عاشور.